الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ }

{ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِى النَّارِ } يقدر الاستقرار مضارعا للاستقبال ولو قدر وصفا للاستقبال لجاز للثبوت، ولو قدر ماضيا لتحقق الوقوع لصح لكن لا دليل على تقديره { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } إِخراج النفس مع مده مأْخوذ من الزفر وهو الحمل الثقيل { وَشَهِيقٌ } رده مع المد أَو الزفير ترديد النفس فى الصدر حتى تنتفخ منه الأَضلاع والشهيق رده فى الصدر، أَو الزفير للحمار والشهيق للبغل، وقيل الشهيق الممتد كما تقول جبل شاهق، وعن ابن عباس رضى الله عنهما: الزفير الصوت الشديد، والشهيق الصوت الضعيف، أَى دخولا أَو خروجا سواءُ أَراد الشدة فى الإِخراج والضعف فى الإِدخال، شبه حالهم وهى شدة الغم وانحصار أَرواحهم فى داخل قلوبهم بحيث يحتاجون إِلى إِخراج النفس الكثير لإِدخال الهواءِ الكثير البارد للترويح بحال من كان كذلك فى الدنيا لهموم استولت عليه، وأولى من هذا أَنه شبه ضيق حالهم وشدتها فى النار بمن حاله بانحصار الأَرواح إِلى آخر ما مر، والزفير والشهيق تخييل فلهم فيها زفير وشهيق مكنية وتخييلية، أَو الزفير والشهيق استعارتان مفردتان لصراخهم فيها لشبهها بأًصوات الحمر.