الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ مُّوسَىٰ وَهَـٰرُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ بِآيَـٰتِنَا فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }

{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ } بعد هؤلاءِ الرسل أَو بعد هؤلاءِ الأَقوام { مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ } تخصيص بعد تعميم، والملأُ القوم مطلقاً أَو الأَشراف الذين يملأُون العيون مهابة للباسهم وأَجسامهم، وأَما غيرهم فتبع { بِآيَاتِنَا } التسع: العصا واليد والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمس وفلق البحر، متعلق بيبعث أَو بحال محذوف صاحبه موسى وهارون أَى ملتبسين { فَاسْتَكْبَرُوا } عن الإِيمان بها لشرفهم فكفر غيرهم بها تقليداً لهم، ويجوز أَن يقال استكبروا عنهما أَى عن موسى وهارون أَو استكبروا عنهم أَى عن الآيات وموسى وهارون، وذلك أَول الأَمر إِذ قالأَلم نربك فيها وليدا } [الشعراء: 18] إِلخ { وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ } عادتهم الإِجرام فاجترأَوا على الكفر بذلك، فإِن الذنب يجر إِلى الآخر الذى أَعظم منه أَو دونه أَو مساوية، والواو للحال بتقدير قد وبدونه، أَو للعطف، ولها نصيب فى التفريع لعطفها على مدخول الفاءِ المتفرع على محذوف أَى فانبعثا فأَديا الرسالة إِليهم فاستكبروا وكانوا مجرمين.