الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

ولى فعيل بمعنى فاعل يتولى الله بالطاعة والمحبة وهى الميل إِلى رضاه وفعل الطاعة ويتولاه بالدعاءِ إِليه وأَداءِ كل فرض عليه مع الاعتقاد الصحيح المبنى على الدليل، وأَعلى درجاته أَن يستغرق قلبه فى نور معرفة جلال الله، فإِن رأَى دلائِل قدرة الله عز وجل وإِن سمع سمع آيات الله وإِن نطق نطق بالثناءِ على الله وإِن تحرك تحرك فى طاعة الله وإِن اجتهد اجتهد فيما يقربه إِلى الله لا يفتر عن ذكر الله ولا يرى بقلبه غير الله، أَو بمعنى مفعول يتولاه الله بالتوفيق والإِكرام، وإِذا لم تكن العلماءُ أَولياءَ الله فليس لله ولى، أَعنى العلماءَ العاملين بالعلم، ومن العمل به الإِخلاص فشرطهم أَن يكونوا محفوظين، كما أَن شرط الأَنبياءِ أَن يكونوا معصومين، وكل من كان للشرع عليه اعتراض فهو مغرور مخادع، والولى هو الذى توالت أَفعاله على الموافقة، أَو بمعنى فاعل ومفعول معا كباب المفاعلة لا استعمال للمشترك فى معنييه وحاصله أَنهم يتولونه بالخدمة ويتولاهم بكل ما يليق بهم، ومعنى لا خوف إِلخ لا يلحقهم فى الآخرة خوف من مكروه ولا حزن بفوت مأَمول، وفى الحديث " لا يخافون إِذا خاف الناس ولا يحزنون إِذا حزن الناس " ، وأَقول ذلك فى الجنة ظاهر، وأَما فى الموقف فكل أَحد يصيبه الخوف والحزن فما معنى الحديث، ولعل ذلك مواطن فقد قال الله عز وجل لا يحزنهم الفزع الأَكبر، أَو أَنهم لا يخافون من كفر لأَنهم نجوا منه ولا يحزنون على فوت الإِيمان كما يحزن من فاته لأَنهم حصلوه، وقيل: لا يخاف عليهم غيرهم وقيل لا يلحقهم ما يوجب خوفا ولا حزنا.