الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }

{ وَلِكُلِّ أَمَّةٍ } من الأُمم { رَّسُولٌ } من الله يأْمرهم وينهاهم ويعظهم ويعلمهم ويكون بعده خلائف يؤدون عنه { فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ } إِلَيهم بالبينات فكذبوه أَو كذب بعض وآمن بعض، ومجىءُ الرسول بالبينات تبليغه إِياها إِليهم فيكفى عن تقدير جاءَهم رسولهم فبلغهم، فإِنه لا يلزم من الرسالة أَن يكون الرسول ماشياً إِلى أُمته بل تتصور بمشى وبلا مشى كتبليغ الحاضرين وإِرسالهم إِلى غيرهم، وهكذا إِلى الفترة إِذا كانت، وأَما التكذيب فلا بد من تقديره؛ لأَن هذا تخويف لقومه صلى الله عليه وسلم واستشهاد على العقاب على الكفر أَو بيان أَن حال الرسل مع أُممهم كحاله صلى الله عليه وسلم مع أُمته { قُضِىَ بَيْنَهُمْ } بين الرسول ومكذبيه. { بِالْقِسْطِ } بالعدل تنجية الرسول ومن آمن، وإِهلاك من كفر كما قال عز وجلثم ننجى رسلنا والذين آمنوا } [يونس: 103] وأَما من آمن فلا قضاءَ بينه وبين الرسول إِلا على معنى التقرير والاستشهاد، ويجوز أَن يكون المعنى لكل أُمة يوم القيامة رسول يحضر وهو رسولهم فى الدنيا يشهد لهم وعليهم بالكفر والإِيمانوجيىء بالنبيين والشهداءِ وقضى بينهم } [الزمر: 69] والتفسير الأَول أَولى، والآية عليه لا على الثانى كالتعليل للتى قبلها. { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } بزيادة ما لم يفعلوا من الذنوب ولم يتسببوا ولا بنقص ثواب لم ينقصوه بأَعمالهم، ولا بتكليف بلا إِنزال كتاب وإِرسال رسول وصحة عقلوما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } [الإِسراء: 15]رسلا مبشرين ومنذرين لئَلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } [النساء: 165].