الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنهُمْ مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِٱلْمُفْسِدِينَ }

{ وَمِنْهُمْ } من أَهل مكة { مَّنْ يُؤْمِنُ بِهِ } بالقرآن بعد كفره به لقضاءِ الله له بالإِيمان ثم بعد الإِيمان به لا يدرى أَيموت موفيا أَو غير مُوفٍ أَم مرتدا { وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ } حتى يموت لقضاءِ الله عز وجل بذلك، ويجوز أَن يكون المعنى ومنهم من يؤْمن به فى قلبه ويكفر به عنادا ويموت على ذلك أَو يموت تائِباً من الشرك موفياً أَو غير موفٍ، ومنهم من لا يؤْمن به فى قلبه لعدم تدبره، أَو المراد لا يؤمن فى المستقبل كما لم يؤمن فى الحال والماضى { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ } عنادا بعد الإِيمان فى القلب، أَو إِصراراً على جهل أَو تقليد، وهذا فى أَهل مكة بأَنه لا يخفى عنه إِفسادهم، فهو يجازيهم عليه، وأَعلم بمعنى عليم أَو باق على التفضيل، فإِن علم الله يعم كل مفسد ولو ظهر لهم صلاحه، ولا إِفساد أَعظم من إِفساد من خالف أَفضل الكتب وأَفضل الرسل وقد تحداهم بالقرآنقل لئِن اجتمعت الإِنس والجن } [الإِسراء: 88] وبعشر سورقل فأْتوا بعشر سور } [هود: 13] وبسورةقل فأتوا بسورة } [يونس: 38] وبحديث مثلهفليأتوا بحديث مِثْلِهِ } [الطور: 34] الآيات، ويجوز أَن تكون الآية فى أهل مكة وغيرهم، وعلى الأَول فالمقام للإِضمار وأَظهر ليصفهم بالإِفساد وهو موجب للانتقام.