الرئيسية - التفاسير


* تفسير النهر الماد / الأندلسي (ت 754 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } * { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } * { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } * { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } * { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } * { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } * { فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ } * { ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } * { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } * { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } * { ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } * { مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } * { وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } * { وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ } * { وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ } * { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } * { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } * { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } * { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } الآية، هذه السورة مكية ومناسبتها لما قبلها في غاية الظهور كورت قال ابن عباس: أدخلت في العرش وانكدرت قال ابن عباس: تساقطت وسيرت أي في الجو تسيير السحاب. والعشار أنفس ما عند العرب من المال وتعطيلها تركها مسيبة مهملة حشرت أي جمعت من كل ناحية فقال ابن عباس: جمعت بالموت فلا تبعث ولا تحضر يوم القيامة وسجرت تقدم في الطور.

{ وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } أي المؤمن مع المؤمن والكافر مع الكافر كقوله:وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً } [الواقعة: 7]. والمؤودة البنت ووأدها دفنها في التراب كقوله:أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ } [النحل: 59].

{ سُئِلَتْ } هذه السؤال لتوبيخ الفاعلين للوأد لأن سؤالها يؤدي إلى سؤال الفاعلين وجاءت قتلت بناء على أن الكلام إخبار عنها ولو حكى ما خوطبت به حين سئلت لقيل قتلت: والصحف المنشورة صحف الأعمال كانت مطوية على الأعمال فنشرت يوم القيامة ليقرأ كل إنسان كتابه، وكشط السماء طيها كطي السجل.

{ سُعِّرَتْ } أضرمت وأزلفت قربت.

{ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } من خير تدخل به الجنة أو من شر تدخل به النار، والخنس قال الجمهور: الدراري السبعة الشمس والقمر وزحل وعطارد والمريخ والزهرة والمشتري تجري الخمس مع الشمس والقمر وترجع حتى تخفى مع ضوء الشمس فخنوسها رجوعها وكنوسها اختفاؤها تحت ضوء الشمس.

{ عَسْعَسَ } أقسم بإِقباله وإدباره وتنفسه كونه يجيء معه روح ونسيم فكأنه نفس له على المجاز.

{ إِنَّهُ } أي القرآن.

{ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } الجمهور على أنه جبريل عليه السلام ووصفه بالكريم يقتضي نفي المذام كلها وإثبات صفة المدح اللائقة به.

{ ثَمَّ } إشارة إلى عند ذي العرش أنه مطاع في ملائكته المقربين يصدرون عن أمره.

{ أَمِينٍ } مقبول القول يصدق فيما يقوله مؤتمن على ما يرسل به من وحي وامتثال أمر.

{ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } نفي عنه ما كانوا ينسبون إليه ويهتونه به من الجنون.

{ وَلَقَدْ رَآهُ } أي رأى الرسول جبريل والأفق الناحية من السماء القريبة.

{ بِضَنِينٍ } من قرأ بالظاء أي بمتهم ومن قرأ بالضاد معناه ببخيل.

{ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } أي الذي يتراءى له إنما هو ملك لا مثل الذي يتراءى للكهان.

{ فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } إستضلال لهم حيث نسبوه مرة إلى الجنون ومرة إلى الكهانة ومرة إلى غير ذلك مما هو بريء منه.

{ إِنْ هُوَ } أي القرآن.

{ إِلاَّ ذِكْرٌ } تذكرة وعظة.

{ لِمَن شَآءَ } بدل من للعالمين ثم عذق مشيئة العبد بمشيئة الله تعالى.