الرئيسية - التفاسير


* تفسير النهر الماد / الأندلسي (ت 754 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً } * { وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً } * { وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً } * { فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً } * { فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً } * { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ } * { تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ } * { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } * { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } * { يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ } * { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } * { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } * { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } * { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } * { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } * { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } * { فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } * { وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ } * { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } * { فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ } * { ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ } * { فَحَشَرَ فَنَادَىٰ } * { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } * { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ } * { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } * { رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } * { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } * { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } * { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا } * { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } * { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } * { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } * { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } * { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } * { وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } * { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا } * { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَٰهَا } * { إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَٰهَآ } * { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَٰهَا } * { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَٰهَا }

{ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً } الآية هذه السورة مكية ومناسبتها لما قبلها أنه لما ذكر فيما قبلها الإِنذار بالعذاب يوم القيامة أقسم في هذه على البعث يوم القيامة ولما كانت الموصوفات المقسم بها محذوفات وأقيمت صفاتها مقامها وكان لهذه الصفات متعلقات مختلفة اختلفوا في المراد بها فقال علي وابن عباس: والنازعات الملائكة تنزع نفوس بني آدم وغرقاً إغراقا وهي المبالغة في الفعل أو غرقاً في جهنم يعني نفوس الكفار.

{ وَٱلنَّاشِطَاتِ } قال ابن عباس ومجاهد الملائكة تنشط النفوس عند الموت أي تحلها وتنشيط بأمر الله إلى حيث كان وقيل غير ذلك.

{ وَٱلسَّابِحَاتِ } قال علي ومجاهد: الملائكة تتصرف في الآفاق بأمر الله تعالى تجيء وتذهب.

{ فَٱلسَّابِقَاتِ } قال ابن مسعود: أنفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها وقد عاينت السرور شوقاً إلى لقاء الله تعالى.

{ فَٱلْمُدَبِّرَاتِ } قال معاذ هي الكواكب السبعة وأضاف التدبير إليها مجازاً أي يظهر تقلب الأحوال عند قرانها وتربيعها وتسديسها وغير ذلك والذي يظهر أن ما عطف بالفاء هو من وصف المقسم به قبل الفاء وان المعطوف بالواو هو مغاير لما قبله كما قررناه في والمرسلات والمختار في جواب القسم أن يكون محذوفاً وتقديره ليتحدثن لدلالة ما بعده عليه، والواجفة والرادفة قال ابن عباس: وغيره هما الصيحتان أي النفختان الأولى تميت كل شيء والثانية تحيي كل شىء واجفة مضطربة ووجيف القلب يكون من الفزع ويكون من الإِشفاق.

{ أَبْصَارُهَا } أي أبصار أصحاب القلوب.

{ خَاشِعَةٌ } أي ذليلة يقولون حكاية حالهم في الدنيا والمعنى هم الذين يقولون والحافرة قال مجاهد: فاعلة بمعنى مفعولة وقيل على النسب أي ذات حفر والمراد القبور أي لمردودون أحياء في قبورنا وقرىء ناخرة ونخرة نحو طمع وطامع والناخرة المصوتة بالريح المجوفة والنخرة بمعناها.

{ قَالُواْ تِلْكَ } أي الردة إلى الحافرة.

{ إِذاً } أي إن رددنا.

{ كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } أي قالوا ذلك لتكذيبهم بالبعث أي لو كان هذا حقاً لكانت ردتنا خاسرة إذ هي إلى النار.

{ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } لما تقدّم يقولون أئنا لمردودون تضمن قولهم استبعاد النشأة الثانية واستصعاب أمرها فجاء قوله: { فَإِنَّمَا } مراعاة لما دل عليه استبعادهم فكأنه قيل ليس بصعب ما تقولون فإِنما هي نفخة واحدة فإِذا هم منشورون أحياء على وجه الأرض.

والساهرة قال ابن عباس أرض من فضة يخلقها الله تعالى:

{ هَلْ أَتَاكَ } توقيف للرسول عليه السلام على جمع النفس لما يلقيه إليه وتقدّم إنكارهم البعث وتمردهم على الرسول عليه السلام فقص عليه تعالى قصة موسى وتمرد فرعون على الله تعالى حتى ادّعى الإِلٰهية.

{ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } تلطف في الاستدعاء لأن كل عاقل يجيب مثل هذا السؤال بنعم وتزكى تحلى بالفضائل وتطهر من الرذائل والزكاة هنا يندرج فيها الإِسلام وتوحيد الله تعالى وقرىء: تزكى بالتشديد والتخفيف وتقول العرب هل لك في كذا وهل لك إلى كذا يحذفون المبتدأ الذي يتعلق به إلى أي هل لك رغبة أو حاجة إلى كذا أو سبيل إلى كذا.

السابقالتالي
2 3