الرئيسية - التفاسير


* تفسير النهر الماد / الأندلسي (ت 754 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً } * { فَٱلْعَاصِفَاتِ عَصْفاً } * { وٱلنَّاشِرَاتِ نَشْراً } * { فَٱلْفَارِقَاتِ فَرْقاً } * { فَٱلْمُلْقِيَٰتِ ذِكْراً } * { عُذْراً أَوْ نُذْراً } * { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ } * { فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ } * { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ } * { وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ } * { لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ } * { لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ } * { ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ } * { كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } * { فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } * { إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } * { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً } * { أَحْيَآءً وَأَمْوٰتاً } * { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ } * { لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ } * { إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ } * { كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } * { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَٰكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ } * { فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ } * { وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـۤئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }

{ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * وَٱلْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً } الآية هذه السورة مكية ومناسبتها لما قبلها ظاهرة جداً وهو أنه ذكر أنه تعالى يرحم من يشاء ويعذب الظالمين وهذا وعد منه صادق فأقسم على وقوعه في هذه فقال: إن ما توعدون لواقع ولما كان للمقسم به موصوفات قد حذفت وأقيمت صفاتها مقامها وقع الخلاف في تعيين تلك الموصوفات فقال ابن مسعود: والمرسلات الملائكة أرسلت بالعرف ضد النكر، فالعاصفات قال ابن مسعود الشديدات الهبوب والناشرات قال السدي: الملائكة تنشر صحف العباد بالأعمال. فالفارقات قال ابن مسعود: الملائكة تفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام فالملقيات قال ابن عباس: الملائكة تلقي ما حملت من الوحي إلى الأنبياء عليهم السلام والذي يظهر أن المقسم به شيئان ولذلك جاء العطف بالواو في والناشرات والعطف بالواو يشعر بالتغاير بل هو موضوعه في لسان العرب وأما العطف بالفاء إذا كان بالصفات فيدل على أنها رجعة لموصوف واحد كقوله: { وَٱلْعَادِيَاتِ... فَٱلمُورِيَاتِ... فَٱلْمُغِيرَاتِ } فإِنها راجعة إلى العاديات وهي الخيل وإذا تقرر هذا فالظاهر أنه أقسم أولاً بالرياح قال تعالى:وَهُوَ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ } [الأعراف: 57] فهي مرسلاته ويدل عليه عطف الصفة بالفاء كما قلنا وان العصف من صفات الريح في عدة مواضع من القرآن والقسم الثاني في ترق إلى أشرف من المقسم به الأول وهم الملائكة ويكون فالفارقات فالملقيات من صفاتهم كما قلنا في عطف الصفات وإلقاؤهم للذكر وهو ما أنزل الله تعالى يصح إسناده إليهم وما ذكر من اختلاف المفسرين في المراد بهذه الأوصاف ينبغي أن يحمل على التمثيل لا على التعيين وجواب القسم وما عطف عليه قوله: { إِنَّمَا تُوعَدُونَ } وما موصولة بمعنى الذي.

{ فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ } أي أذهب نورها فاستوت مع جرم السماء.

{ وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ } صار فيها فروج بانفطارها.

{ وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ } فرقتها الرياح وذلك بعد التسيير وقيل كونها هباء.

{ وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ } أي بلغت ميقاتها الذي كانت تنتظره وهو يوم القيامة.

{ لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ } تعظيم لذلك اليوم وتعجيب مما يقع فيه من الهول والشدّة والتأجيل من الأجل أي ليوم عظيم أخرت.

{ لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ } أي بين الخلائق وهو بدل من لأي يوم.

{ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } مبالغة في عظم ذلك اليوم من الخلائق وجواب إذا محذوف لدلالة ما قبله عليه تقديره إذا كان كذا وكذا وقع ما توعدون.

{ أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ } الأمم التي تقدمت قريشاً أجمعها ويكون الآخرين من تأخر من قريش وغيرهم وعلى التشريك يكون الأولين قوم نوح وإبراهيم عليهما السلام ومن كان معهم والآخرين قوم فرعون ومن تأخر وقرب من مدة الرسول صلى الله عليه وسلم والإِهلاك هنا إهلاك عذاب ونكال ولذلك جاء كذلك نفعل بالمجرمين فأتى بالصفة المقتضية لإِهلاك العذاب وهي الإِجرام ولما ذكر أنباء الأولين والآخرين ذكر ووقف على أصل الخلق التي يقتضي النظر فيها تجويز البعث.

السابقالتالي
2