الرئيسية - التفاسير


* تفسير النهر الماد / الأندلسي (ت 754 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلْحَاقَّةُ } * { مَا ٱلْحَآقَّةُ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ } * { كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِٱلْقَارِعَةِ } * { فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ } * { وَأَمَا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ } * { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } * { فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ } * { وَجَآءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَٱلْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ } * { فَعَصَوْاْ رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً } * { إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلْمَآءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي ٱلْجَارِيَةِ } * { لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } * { فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ } * { وَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } * { فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } * { وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ } * { وَٱلْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } * { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } * { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ } * { إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ } * { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } * { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } * { قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ } * { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ } * { وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ } * { يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ } * { هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } * { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } * { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ } * { ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ } * { إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ } * { وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } * { لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ } * { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ } * { وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } * { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } * { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ } * { وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } * { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } * { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } * { ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } * { فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } * { وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُمْ مُّكَذِّبِينَ } * { وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ } * { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ }

{ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * ٱلْحَاقَّةُ * مَا ٱلْحَآقَّةُ } الآية هذه السورة مكية ومناسبتها لما قبلها أنه لما ذكر أشياء من أحوال السعداء والأشقياء وقال ذرني ومن يكذب بهذا الحديث ذكر حديث القيامة وما أعد الله فيها لأهل السعادة والشقاوة وأدرج بينهما شيئاً من أحوال الذين كفروا وكذبوا الرسل كعاد وثمود وفرعون ليزدجر بذكرهم وما جرى عليهم الكفار الذين عاصروا الرسول عليه السلام وكانت العرب عالمة بهلاك عاد وثمود وفرعون فنص عليهم لذلك والحاقة المراد بها القيامة والبعث قاله ابن عباس والحاقة اسم فاعل من حق الشىء إذا ثبت ولم يشك في صحته والحاقة مبتدأ وما مبتدأ ثان والحاقة خبر عن الحاقة والرابط تكرار المبتدأ بلفظة نحو زيد وما زيد وما استفهام لا يراد به حقيقته بل التعظيم وأكثر ما يربط بتكرار المبتدأ إذا أريد معنى التعظيم والتهويل.

{ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ } مبالغة في التهويل والمعنى أن فيها ما لم يدر ولم يحط به وصف من أمورها الشاقة وتفصيل أوصافها وما استفهام أيضاً مبتدأ وإدراك الخبر والعائد على ما ضمير الرفع في إدراك وما مبتدأ والحاقة خبر والجملة في موضع نصب بإِدراك وإدراك معلقة وأصل درى يتعدى بالباء وقد تحذف على قلة فإِذا دخلت همزة النقل تعدى إلى واحد بنفسه وإلى الآخر بحرف الجر فقوله: { مَا ٱلْحَاقَّةُ } بعد إدراك في موضع نصب بعد إسقاط حرف الجر والقارعة: من أسماء القيامة لأنها تقرع القلوب بصدمتها والطاغية الصيحة.

{ عَاتِيَةٍ } عتت على خزانتها فخرجت بغير مقدار سخرها أي أقامها عليهم وأدامها.

{ سَبْعَ لَيَالٍ } بدت عليهم صبح الأربعاء لثمان بقين من شوال إلى آخر الأربعاء تمام الشهر.

{ حُسُوماً } قال ابن عباس: تباعاً لم يتخللها انقطاع.

{ فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا } أي في الليالي والأيام.

{ صَرْعَىٰ } أي هلكى.

{ خَاوِيَةٍ } خلت أعجازها بلى وفساداً وقال ابن شجرة كانت تدخل من أفواههم فتخرج ما في أجوافهم من الحشو من أدبارهم فصاروا كالنخل الخاوية.

{ وَمَن قَبْلَهُ } ظرف زمان أي الأمم الكافرة التي كانت قبله كقوم نوح وقد أشار إلى شىء من حديثه بعد هذا.

{ وَٱلْمُؤْتَفِكَاتُ } قرىء قوم لوط.

{ بِالْخَاطِئَةِ } أي بالفعلة أو الفعلات.

{ فَعَصَوْاْ رَسُولَ رَبِّهِمْ } رسول جنس وهو من جاءهم من عند الله تعالى كموسى ولوط عليهما السلام.

{ رَّابِيَةً } أي نامية.

{ إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلْمَآءُ } أي زاد وعلا على أعلى جبل في الدنيا خمسة عشر ذراعاً. قال ابن جبير: طغى على الخزان كما طغت الريح على خزانها.

{ حَمَلْنَاكُمْ } أي في أصلاب آبائكم أو حملنا آبائكم.

و { فِي ٱلْجَارِيَةِ } هي سفينة نوح عليه السلام.

{ لِنَجْعَلَهَا } أي سفينة نوح.

{ لَكُمْ تَذْكِرَةً } بما جرى لقومه الهالكين وقومه الناجين فيها وعظة أدركتها أوائل هذه الأمة.

السابقالتالي
2 3 4