الرئيسية - التفاسير


* تفسير النهر الماد / الأندلسي (ت 754 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } * { وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } * { وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } * { وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ ٱلأَنبَآءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } * { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ ٱلنُّذُرُ } * { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ } * { خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } * { مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } * { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَٱزْدُجِرَ } * { فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ } * { فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ } * { وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } * { وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } * { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ } * { وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } * { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ } * { فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } * { أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } * { سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ } * { إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَٱرْتَقِبْهُمْ وَٱصْطَبِرْ } * { وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ }

{ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } هذه السورة مكية وقيل غير ذلك ومناسبة أول هذه السورة لآخر ما قبلها ظاهرة قال: آزفة وقال: اقتربت الساعة. وسبب نزولها " أن مشركي قريش قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم إن كنت صادقاً فشق لنا القمر فرقتين ووعدوه بالإِيمان إن فعل وكانت ليلة بدر فسأل ربه فانشق القمر نصفين نصف على الصفا ونصف على قيقعان فقال أهل مكة آية سماوية لا يعمل فيها السحر فقال أبو جهل: اصبروا حتى يأتينا أهل البوادي فإِن أخبروا فشقاقه فهو صحيح وإلا فقد سحر محمد أعيننا فجاء أهل البوادي وأخبروا بانشقاق القمر فأعرض أبو جهل وقال سحر مستمر ".

{ وَكَذَّبُواْ } أي بالآيات وبمن جاء بها أي قالوا هذا سحر مستمر سحرنا محمد.

{ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ } أي شهوات أنفسهم وما يهوون.

{ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } أي له غاية ينتهي إليها.

{ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ ٱلأَنبَآءِ } أي من الأخبار الواردة في القرآن في إهلاك من كذب الأنبياء عليهم السلام وما يؤولون إليه في الآخرة.

{ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } أي ازدجار رادع لهم عن ما هم فيه.

و { حِكْمَةٌ } بدل من مزدجر ووصفت الحكمة ببالغة لأنها تبلغ من مقصد الوعظ والبيان لمن له عقل ما لا يبلغ غيرها.

{ فَمَا تُغْنِ ٱلنُّذُرُ } يجوز أن تكون ما نافية وأن تكون استفهاماً يراد به التقرير أي فأي شىء تغني النذر مع هؤلاء الكفرة ثم سلى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال:

{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } أي أعرض عنهم فإِن الإِنذار لا يجدي فيهم ثم ذكر شيئاً من أحوال الآخرة وما يؤولون إليه إذ ذاك متعلق باقتراب الساعة فقال:

{ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ } والناصب ليوم اذكر مضمرة وانتصب خشعاً وخاشعة وخاشعاً على الحال من ضمير يخرجون والعامل فيه يخرجون لأنه فعل متصرف وفي هذا دليل على بطلان مذهب الجرمي أنه لا يجوز تقدم الحال على الفعل وإن كان متصرفاً وقد قالت العرب شتى تؤوب الحبلة فشتى حال وقد تقدمت على عاملها وهو تؤوب لأنه فعل متصرف.

{ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } أي من القبور.

{ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } جملة حالية شبههم بالجراد في الكثرة والتموج.

{ مُّهْطِعِينَ } قال أبو عبيدة: مسرعين.

{ يَوْمٌ عَسِرٌ } لما يشاهدون من مخايل هوله وما يرتقبون من سوء منقلبهم فيه.

{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ } أي قبل قريش.

{ قَوْمُ نُوحٍ } وفيه وعيد لقريش وضرب مثل لهم ومفعول كذبت محذوف أي كذبت الرسل فكذبوا نوحاً لما كانوا مكذبين بالرسل جاحدين للنبوة رأساً كذبوا نوحاً لأنه عليه السلام من جملة الرسل وفي لفظ عبدنا تشريف وخصوصية بالعبودية كقوله:وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا } [الأنفال: 41].

{ وَقَالُواْ مَجْنُونٌ } أي هو مجنون لما رأوا الآيات الدالة على صدقه قالوا: هو مصاب الجن لم يقنعوا بتكذيبه حتى نسبوه إلى الجنون والظاهر أن قوله وازدجر إخبار من الله تعالى أي انتهروه وازدجروه بالسبب والتخويف.

السابقالتالي
2 3