الرئيسية - التفاسير


* تفسير النهر الماد / الأندلسي (ت 754 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلطُّورِ } * { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } * { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } * { وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } * { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } * { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } * { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } * { مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } * { يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوْراً } * { وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ سَيْراً } * { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } * { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } * { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } * { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } * { ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ } * { فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } * { وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } * { يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } * { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } * { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } * { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ } * { إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ } * { فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ } * { أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ } * { قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُتَرَبِّصِينَ } * { أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ بِهَـٰذَآ أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ }

{ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * وَٱلطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } هذه السورة مكية ومناسبتها لآخر ما قبلها ظاهرة إذ في آخرها فإِن للذين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم وقال هنا ان عذاب ربك لواقع الطور الجبل والظاهر أنه إسم جنس لا جبل معين وفي الشام جبل يسمى الطور وهو طور سيناء وقال نوف البكالي انه الذي أقسم الله تعالى به لفضله على الجبال قيل وهو الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام والكتاب المسطور القرآن والكتب الإِلٰهية.

{ فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } أي مبسوط وقيل مفتوح لا ختم عليه.

{ وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } قال علي كرم الله وجهه وابن عباس: هو بيت في السماء مسامت للكعبة يقال له الضراح والضريح أيضاً وهو الذي ذكر في حديث الإِسراء قال جبريل عليه السلام: " هذا البيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم ".

{ وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } السماء وقال ابن عباس: هو العرش وهو سقف الجنة.

{ وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } قال مجاهد وشمر بن عطية: هو البحر الموقد نار أو روي أن البحر هو جهنم والواو الأولى واو القسم وما بعدها للعطف والجملة المقسم عليها هي قوله إن عذاب ربك لواقع في إضافة العذاب لقوله: ربك لطيفة إذ هو المالك والناظر في مصلحة العبد فبالإِضافة إلى الرب وإضافة لكاف الخطاب أمان له عليه السلام وأن العذاب الواقع هو بمن كذبه ولواقع يدل على الشدة وهو أول عليها من لكائن ألا ترى إلى قولهإِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } [الواقعة: 1] قولهوَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ } [الشورى: 22] كأنه مهيأ في مكان مرتفع فيقع على من حل به وعن جبير بن مطعم قال: قدمت المدينة لأسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر فوافيته يقرأ في صلاة المغرب والطور إلى قوله: إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع فكأنما صرع قلبي فأسلمت خوفاً من نزول العذاب وما كنت أظن أن أقوم من مقامي حتى يقع العذاب وانتصب يوم بدافع ويجوز أن ينتصب بقوله: لواقع والجملة بعدها اعتراض بين العامل والمعمول.

{ يَوْمَ تَمُورُ } قال ابن عباس: تضطرب.

{ وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ } هذا في أول الأمر ثم تنسف حتى تصير آخراً كالعهن المنفوش.

{ فَوَيْلٌ } عطف جملة على جملة تتضمن ربط المعنى وتأكيده والخوض التخبط في الباطل وغلب باستعماله في الاندفاع في الباطل.

{ يَوْمَ يُدَعُّونَ } وذلك أن خزنة جهنم يغسلون أيدي الكفار إلى أعناقهم ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم ويدفعونهم إلى النار دفعاً على وجوههم وزجاً في أقفيتهم يقال لهم هذه النار التي كنتم بها تكذبون ثم قيل لهم على قطع رجائهم.

{ ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ } عذابكم حتم فسواء صبركم وجزعكم لا بد من جزاء أعمالكم.

السابقالتالي
2 3