الرئيسية - التفاسير


* تفسير النهر الماد / الأندلسي (ت 754 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } * { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ } * { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ } * { مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ } * { وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ } * { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } * { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } * { وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } * { وَٱلأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ } * { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } * { فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { كَذَلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } * { أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } * { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ } * { وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } * { مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } * { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ } * { فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ } * { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ }

{ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } هو البرهان الذي ظهر على يديه من قلب العصا واليد البيضاء وغير ذلك.

{ فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ } أي أعرض وازور كما قال ونأى بجانبه.

{ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } تردد في كذبه.

{ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ } أي رميناهم في البحر كما يرمي الحصا.

{ وَهُوَ مُلِيمٌ } أي أتى من المعاصي بما يلام عليه من دعواه الإِلهية وغير ذلك والعقيم والتي لا خير منها من إنساء مطر أو إلقاح شجر.

{ مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ } أي سلطت عليه.

{ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ } جملة حالية والرميم تقدم تفسيرة في يس.

{ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } قال الحسن: هذا كان حين بعث إليهم صالح أمروا بالإِيمان بما جاء به والتمتع إلى أن تأتي آجالهم ثم أنهم عتوا بعد ذلك ولذلك جاء العطف بالفاء المقتضية تأخر العتو عن ما أمروا به فهو مطابق لفظاً ووجوداً والصاعقة الصيحة.

{ وَهُمْ يَنظُرُونَ } أي فجأة وهم ينظرون بعيونهم وكانت نهاراً أو هم ينظرون ينتظرون ذلك في تلك الآيام الثلاثة التي أعلموا فيها ورأوا علاماته في قلوبهم وانتظار العذاب أشدّ من العذاب.

{ فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ } كقوله فأصبحوا في دارهم جاثمين ونفي الاستطاعة أبلغ من نفي القدرة.

{ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } أبلغ من نفي الإِنتصار أي فما قدروا على الهرب ولا كانوا ممن ينتصر لنفسه فيدفع ما حل به.

وقرىء وقوم نوح بالجر عطفاً على المجرور قبل ذلك وبالنصب على إضمار فعل تقديره وأهلكنا قوم نوح.

{ وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ } أي وبنينا السماء فهو من باب الاشتغال وكذا والأرض فرشناها وبأيد أي بقوة قاله ابن عباس.

{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } أي بناءها فالجملة حالية أي بنيناها بتوسيعها كقوله: جاء زيد وإنه لمسرع أي مسرعاً فهي بحيث أن الأرض وما يحيط بها من الماء والهواء كالنقطة في وسط الدائرة.

{ فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ } المخصوص بالمدح محذوف تقديره نحن.

{ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } أي من الحيوان خلقنا زوجين ذكراً وأنثى.

{ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } عظيم قدرنا.

{ فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ } أمر بالدخول في الإِيمان وطاعة الله تعالى وجعل الأمر بذلك بلفظ الفرار لينبه على أن وراء الناس عقاباً وعذاباً دامراً حقه أن يفر منه فجمعت لفظ ففروا بين التحذير والاستدعاء وينظر إلى هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم: " لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ".

{ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ } أي من العذاب.

{ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } نهى عن جعل شريك له تعالى وكرر أني لكم منه نذير على سبيل التوكيد.

{ كَذَلِكَ } أي أمر الأمم السابقة عند مجيء الرسل إليهم مثل الأمر من الكفار الذين بعثت إليهم وهو التكذيب.

{ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } أو للتفصيل أي قال بعض: ساحر وقال بعض: مجنون وقال بعض: كلاهما ألا ترى أن قوم نوح عليه السلام لم يقولوا عنه ساحر بل قالوا به جنة فجمعوا في الضمير ودلت أو على التفصيل.

السابقالتالي
2