الرئيسية - التفاسير


* تفسير النهر الماد / الأندلسي (ت 754 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً } * { فَٱلْحَامِلاَتِ وِقْراً } * { فَٱلْجَارِيَاتِ يُسْراً } * { فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً } * { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ } * { وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٱقِعٌ } * { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } * { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } * { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } * { قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ } * { يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } * { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { آخِذِينَ مَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ } * { كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } * { وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } * { وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } * { وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ } * { وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } * { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } * { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } * { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ } * { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } * { فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } * { فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ } * { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ } * { فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } * { قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ } * { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } * { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } * { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ } * { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ }

{ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً } الآية هذه السورة مكية ومناسبتها لآخر ما قبلها أنه قال: فذكر بالقرآن من يخاف وعيد وقال: أول هذه بعد القسم أن ما توعدون لصادق وأن الدين لواقع والذاريات الرياح والحاملات السحاب والجاريات الفلك والمقسمات الملائكة هذا تفسير علي كرّم الله وجهه على المنبر وقد سأله ابن الكوا وقاله ابن عباس والظاهر أن الآية في الكفار وأنه وعيد محض.

{ وَإِنَّ ٱلدِّينَ } الجزاء.

{ لَوَٰقِعٌ } أي صادر حقيقة على المكلفين من الإِنس والجن والظاهر في والسماء أنه جنس أريد به جميع السماوات.

{ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } أي ذات الخلق المستوى الجيد وقيل ذات الطرائق يعني المجرة التي في السماء وجواب القسم انكم لفي قول مختلف والظاهر أنه خطاب عام للمسلم والكافر كما أنه جواب القسم السابق يشملهما واختلافهم كونهم مؤمناً بالرسول وكتابه وكافراً به.

{ يُؤْفَكُ } أي يصرف.

{ عَنْهُ } أي عن القرآن أو الرسول.

{ مَنْ أُفِكَ } أي من صرف الصرف الذي لا صرف أشد منه وأعظم.

{ قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ } دعاء عليهم وهم أصحاب القول المختلف مكذبوا الرسول عليه السلام.

{ فِي غَمْرَةٍ } في جهل يغمرهم.

{ سَاهُونَ } غافلون عما أمروا به.

{ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ } أي متى وقت الجزاء سؤال تكذيب واستهزاء.

{ يَوْمَ هُمْ } خبر مبتدأ محذوف تقديره هو أي الجزاء.

{ يُفْتَنُونَ } أي يعذبون في النار.

{ ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } أي يقال لهم ذوقوا.

{ هَـٰذَا ٱلَّذِي } مبتدأ وخبر واستعجالهم قولهم أيان يوم الدين ولما ذكر حال الكفار ذكر حال المؤمنين وانتصب.

{ آخِذِينَ } على الحال أي قابليه راضين به وذلك في الجنة والظاهر أن.

{ قَلِيلاً } ظرف وهو في الأصل صفة أي كانوا في قليل.

{ مِّن ٱللَّيْلِ } ويجوز أن يكون نعتاً لمصدر محذوف تقديره كانوا يهجعون هجوعاً قليلاً وما زائدة في كلا الاعرابين.

{ وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } فيه ظهور على أن تهجدهم يتصل بالأسحار فيأخذون في الاستغفار مما يمكن أن يقع فيه تقصير والأسحار فطنة الاستغفار والحق هنا هو الزكاة المفروضة والسائل الذي يستعطي والمحروم الممنوع من الشىء.

{ وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ } تدل على الصانع وقدرته وتدبيره من حيث هي كالبساط لما فوقها وفيها الفجاج للسلاك وهي متجزئة من سهل ووعر وبحر وبر وقطع متجاورات من صلبة ورخوة ومنبتة وسبخة وتلقح بأنواع النبات وفيها العيون والمعادن والدواب المنبتة في بحرها وبرها المختلفة الأشكال.

{ لِّلْمُوقِنِينَ } وهم الذين نظروا النظر الصحيح وأداهم ذلك إلى إيقان ما جاءت الرسل فأيقنوا به ولم يدخلهم في ذلك ريب.

{ وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ } في حال ابتدائها وانتقالها من حال إلى حال وما أودع في شكل الإِنسان من لطائف الحواس وما ترتب على العقل الذي أوتيه من بدائع العلوم وغرائب الصنائع وغير ذلك مما لا ينحصر.

السابقالتالي
2 3