الرئيسية - التفاسير


* تفسير النهر الماد / الأندلسي (ت 754 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَرْفَعُوۤاْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمْتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } * { وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } * { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلرَّاشِدُونَ } * { فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَىٰ ٱلأُخْرَىٰ فَقَاتِلُواْ ٱلَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيۤءَ إِلَىٰ أَمْرِ ٱللَّهِ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ } * { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ بِئْسَ ٱلاسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلإَيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }

{ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } هذه السورة مدنية ومناسبتها لآخر ما قبلها ظاهرة لأنه تعالى ذكر الرسول وأصحابه ثم قال وعد الله فربما صدر من المؤمن بعض شىء مما ينبغي أن ينهى عنه وقال ابن عباس: نهو أن يتكلموا بين يدي كلامه وقرىء لا تقدموا بفتح التاء وأصلها لا تتقدموا فحذف التاء الثانية.

{ أَن تَحْبَطَ } هو على حذف مضاف تقديره مخافة أن تحبط.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ } قيل نزلت في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولما كان منهما من غض الصوت.

{ ٱمْتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ } أي جربها ودربها للتقوى.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ } نزلت في وفد بني تميم الأقرع بن جابس والزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهثم وغيرهم ونووا ودخلوا المسجد وقت الظهيرة والنبي عليه السلام راقد فجعلوا ينادونه بجملتهم يا محمد اخرج إلينا فاستيقظ فخرج لهم وقصتهم وشاعرهم وخطيبهم وشاعره عليه السلام وخطيبه مذكور في البحر.

{ مِن وَرَآءِ ٱلْحُجُرَاتِ } الوراء الجهة التي يواريها عنك الشخص من خلف أو قدام.

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ } الآية سبب نزولها أن الحٰرث بن صوار أسلم وراح إلى قومه فجمع زكاتهم ووجه الرسول صلى الله عليه وسلم الوليد لقبض الزكاة فخاف الوليد ورجع فأخبر الرسول أن الحٰرث منع الزكاة فقدم الحٰرث بعد ذلك وأقسم أن الوليد ما جاء ولا رآه وجاء بزكاة قومه في قصة فيها طول ذكرت في البحر وفاسق وبنبأ مطلقان يتناول اللفظ كل واحد على جهة البدل.

وقرىء: فتبينوا وفتثبتوا أخبر تعالى أن رسوله صلى الله عليه وسلم لو أطاعكم في كثير من الأمر الذي يؤدي إليه اجتهادكم وتقدمكم بين يديه لعنتم أي لشق عليكم.

{ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ } الآية سبب نزولها ما جرى بين الأوس والخزرج حين أساء الأدب عبد الله بن أبي بن سلول على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى زيارة سعد بن عبادة في مرضه وتعصب بعضهم لعبد الله ورد عبد الله بن رواحة على ابن أبيّ فتجالد الحيان قيل بالحديد وقيل بالجريد والنعال والأيدي فنزلت فقرأها عليهم فاصطلحوا وقرىء بين أخويكم بالتثنية وأخوتكم بالجمع.

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ } قيل سبب نزولها أن عكرمة ابن أبي جهل كان يمشي بالمدينة وقد أسلم فقال له قوم هذا ابن فرعون هذه الأمة فعز عليه ذلك وشكاهم فنزلت.

قال الزمخشري: وهو في الأصل جمع قائم كصوم وزور. " انتهى ".

وفعل ليس من أبنية الجموع إلا على مذهب أبي الحسن في قوله ان ركبا جمع راكب.

السابقالتالي
2