الرئيسية - التفاسير


* تفسير النهر الماد / الأندلسي (ت 754 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ } * { وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } * { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } * { وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ } * { وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } * { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ أَوْ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ } * { أَوْ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } * { فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِيۤ أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } * { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَـٰتِنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } * { فَلَمَّا جَآءَهُم بِآيَاتِنَآ إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ } * { وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِٱلْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { وَقَالُواْ يَٰأَيُّهَ ٱلسَّاحِرُ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ } * { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ }

{ وَإِن كُلُّ } فإِن مخففة من الثقيلة واللام الفارقة بين الإِيجاب والنفي وما زائدة.

{ مَتَاعُ } خبر كل وقرىء: لما بمعنى الأفان نافية.

{ وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } أي ونعيم الآخرة وفيه تحريض على التقوى.

{ وَمَن يَعْشُ } أي يعم.

{ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } وهو القرآن كقوله:صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ } [البقرة: 18، 171].

{ نُقَيِّضْ } أي نهيىء ونيسر وهذا عقاب على الكفر بالحتم وعدم الفلاح والظاهر أن ضمير النصب في وانهم ليصدونهم عائد على من على المعنى أعاد أولاً على اللفظ في إفراد الضمير ثم أعاد على المعنى والضمير في يصدونهم عائد على شيطان وإن كان مفرداً لأنه مبهم في جنسه ولكل عاش شيطان قرين فجاز أن يعود الضمير مجموعاً وقرىء: جاآنا على التثنية أي العاش والقرين أعاد على لفظ من ولفظ الشيطان القرين وإن كان من حيث المعنى صالحاً للجمع وقرىء: جاءنا على الإِفراد والضمير عائد على لفظ من أعاد أولاً على اللفظ ثم جمع على المعنى ثم أفرد على اللفظ.

{ قَالَ } أي الكافر للشيطان.

{ يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ } تمنى لو كان ذلك في الدنيا حتى لا يصده عن سبيل الله أو تمنى ذلك في الآخرة وهو الظاهر لأنه جواب إذا التي للإِستقبال أي مشرقي الشمس مشرقها في أقصر يوم من السنة ومشرقها في أطول يوم من السنة.

{ فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ } مبالغة منه في ذم قرينه إذ كان سبب إيراده النار والمخصوص بالذم محذوف تقديره فبئس القرين أنت.

{ وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ } حكاية حال يقال لهم يوم القيامة وهي مقالة موحشة حرمتهم روح التأسي لأنه وقفهم بها على أنه لا ينفعهم التأسي لعظم المصيبة وطول العذاب واستمر مدته إذ التأسي راحة كل مصاب في الدنيا في الأغلب. قال الزمخشري: وإذا بدل من اليوم " انتهى ".

وحمل إذ ظلمتم على معنى إذ نبين ووضح ظلمكم ولم يبق لأحد ولا لكم شبهة في أنكم كنتم ظالمين ونظيره قوله:
إذا ما انتسبنا لم تلدني   
أي يتبين أني ولد كريمة " انتهى ".

ولا يجوز فيه البدل على بقاء إذ على موضوعها من كونها ظرفاً لما مضى من الزمان فإِن جعلت لمطلق الوقت جاز وتخريجها على البدل أخذه الزمخشري من ابني أخذه الزمخشري من ابني جنى قال الزمخشري: من ابن جنى قال في مساءلته ابا على راجعته مراراً فيها وآخر ما حصل منه أن الدنيا والآخرة متصلتان وهما سواء في حكم الله تعالى وعلمه فتكون إذ بدلاً من اليوم حتى كأنها مستقبلة أو كان اليوم ماض وقيل التقدير بعد إذ ظلمتم فحذف المضاف للعلم به وفاعل ينفعكم الاشتراك ولما كانت حواسهم لم ينتفعوا بها أعاد الضمير عليهم في قوله:

{ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ } ولم يجر لهم ذكر إلا في قوله: أفأنت تسمع الصم والمعنى إن قبضناك قبل نصرك فإِنا منهم منتقمون في الآخرة.

السابقالتالي
2 3