{ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } ثناء عليهم بنفوذ بصائرهم وتمييزهم والذين مبتدأ خبره أولئك وما بعده. { أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ } قيل نزلت في أبي جهل أي نفذ عليه الوعيد بالعذاب والظاهر أنها جملة مستقلة ومن موصولة مبتدأ والخبر محذوف تقديره يتأسف عليه ولما ذكر حال الكفار في النار وان الخاسرين لهم ظلل ذكر حال المؤمنين وناسب الاستدراك هنا إذ هو واقع بين الكافرين فقال لكن الذين اتقوا وفي ذلك حض على التقوى لهم علالي مرتفعة فوقها علالي مبنية أي بناء المنازل التي سويت على الأرض والضمير في من تحتها عائد على الجمعين أي من تحت الغرف السفلى والغرف العليا لا تفاوت بين أعلاها وأسفلها وانتصب وعد الله على المصدر المؤكد لمضمون الجملة قبله إذ تضمنت معنى الوعد. { أَلَمْ تَرَ } خطاب للسامع وتوقيف. { فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ } أي أدخله مسالك وعيوناً والظاهر أن ماء العيون هو من ماء المطر تحبسه الأرض ويخرجه شيئاً فشيئاً. { ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً } ذكر منته تعالى علينا بما تقوم به معيشتنا. { مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ } من أحمر وأصفر وأخضر وأبيض وشمل لفظ الزرع جميع ما يزرع من مقتات وغيره. { ثُمَّ يَهِـيجُ } يقارب التمام. { فَـتَرَاهُ مُصْفَـرّاً } أي زالت خضرته ونضارته. { إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي فيما ذكر من إنزال المطر وإخراج الزرع به وانقلابه إلى حال الحطامية. { لَذِكْرَىٰ } أي لتذكيراً وتنبيهاً على حكمة فاعل ذلك وقدرته. { أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ } نزلت في حمزة وعلي رضي الله عنهما ومن مبتدأ وخبره محذوف يدل عليه فويل للقاسية تقديره كالقاسي المعرض عن الإِسلام وأبو لهب وابنه كانا من القاسية قلوبهم وشرح الصدر استعارة عن قبوله للإِيمان والخير والنور الهداية وفي الحديث " كيف انشراح الصدر قال: إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح قلنا ما علامة ذلك قال: الإِنابة إلى دار الخلود والتجافي في دار الغرور والتأهب للموت قبل الموت ". { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ } إذا ذكر الله عندهم قست قلوبهم. { أُوْلَـٰئِكَ } أي القاسية قلوبهم. { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي في حيرة واضحة لا تخفى. { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ } عن ابن عباس أن قوماً من الصحابة قالوا: يا رسول الله حدّثنا بأحاديث حسان وأخبار الدهر فنزل الله نزل أحسن الحديث ومتشابهاً مطلق في مشابهة بعضه بعضاً فمعانيه متشابهة لا تناقض فيها ولا تعارض وألفاظه في غاية الفصاحة والبلاغة والتناسب بحيث أعجزت الفصحاء والبلغاء ومثاني جمع مثنى ومعناه موضع تثنية القصص والأحكام والعقائد والوعد والوعيد والظاهر حمل القشعريرة على الحقيقة إذ هو موجود عند الخشية محسوس يدركه الإِنسان من نفسه وهو حاصل من التأثر القلبي والمعنى أنه حين يسمعونه يتلى ما فيه من آيات الوعيد تعتريهم خشية تنقبض منها جلودهم ثم إذا ذكروا الله تعالى ورحمته لانت جلودهم أي زال عنها ذلك التقبض الناشىء عنه خشية القلوب بزوال الخشية عنه وضمن تلين معنى تطمئن جلودهم لينة غير منقبضة وقلوبهم راجية أي غير خاشية ولذلك عاداه بإِلى وكان في ذكر القلوب في هذه الجملة دليل على تأثرها عند السماع فاكتفى بقشعريرة الجلود عن ذكر خشية القلوب لقيام المسبب مقام السبب فلما ذكر اللين ذكرهما وفي ذكر اللين ذكرهما وفي ذكر اللين دليل على المحذوف الذي هو رحمة الله وقال ابن عباس بن عبد المطلب قال النبي صلى الله عليه وسلم: