الرئيسية - التفاسير


* تفسير النهر الماد / الأندلسي (ت 754 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يسۤ } * { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ } * { إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } * { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ } * { لَقَدْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ } * { إِنَّا جَعَلْنَا فِيۤ أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِىَ إِلَى ٱلأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ } * { وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } * { وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ } * { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكْرَ وَخشِيَ ٱلرَّحْمـٰنَ بِٱلْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } * { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِيۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ } * { وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } * { إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ } * { قَالُواْ مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَآ أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ } * { قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } * { وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } * { قَالُوۤاْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } * { وَجَآءَ مِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } * { وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونَ } * { إِنِّيۤ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

{ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * يسۤ * وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ } الآية هذه السورة مكية وقرىء: تنزيل بالنصب على المصدر وبالرفع خبر مبتدأ محذوف أي هو تنزيل.

{ لِتُنذِرَ } متعلق بتنزيل والظاهر أن قوله أغلالا هي الحقيقة لا استعارة لما أخبر تعالى أنهم لا يؤمنون أخبر عن شىء من أحوالهم في الآخرة إذ دخلوا النار والظاهر عود الضمير في فهي إلى الأغلال لأنها هي المذكورة والمحدث عنها أي هي عريضة تبلغ بحرفها الأذقان والذقن مجتمع اللحيين فيضطر المغلول إلى رفع وجهه إلى السماء وذلك هو الاقماح وقال الفراء: القمح الذي يغض بصره بعد رفع رأسه. وقال الزجاج: يقال أقمح البصير رأسه عن ري وقمح هو وقال أبو عبيدة قمح قموحاً رفع رأسه عن الحوض ولم يشرب والجمع قماح. ومنه قول بشر يصف سفينة أخذهم الميد فيها:
ونحن على جوانبها قعود   نغض الطرف كالإِبل القماح
{ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً } مبالغة في عدم إيصال الخير إليهم والسد تقدم شرحه وقرىء بضم السين وفتحها فيهما.

{ فَأغْشَيْنَاهُمْ } أي أغشينا أبصارهم جعلنا عليها غشاوة.

{ وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ } تقدم الكلام عليه ولما ذكر تعالى أمر الرسالة وهي أحد الأصول الثلاثة التي يصير بها المكلف مؤمناً ذكر الحشر وهو أحد الأصول الثلاثة والثالث هو التوحيد فقال:

{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي ٱلْمَوْتَىٰ } أي بعد إماتتهم.

{ وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ } كناية عن المجازاة أي ونحصر فعبر عن إحاطة علمه بأعمالهم بالكتابة التي تضبط بها الأشياء.

{ وَآثَارَهُمْ } أي خطاهم إلى المساجد والسير الحسنة والسيئة وما قدموا من النيات الصالحة.

{ وَكُلَّ شيْءٍ } نصب على الاشتغال والإِمام المبين اللوح المحفوظ.

{ وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ ٱلقَرْيَةِ } تقدم الكلام على أضرب مع المثل في البقرة والقرية أنطاكية بلا خلاف أي قصة أصحاب القرية.

{ إِذْ جَآءَهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } هم ثلاثة جمعهم في المجيء وإن اختلفوا في زمان المجيء.

{ إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ } الظاهر من أرسلنا أنهم أنبياء أرسلهم الله تعالى ويدل عليه قول المرسل إليهم.

{ مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } وهذه المحاورة لا تكون إلا مع من أرسله الله تعالى وهو قول ابن عباس وكعب.

{ فَكَذَّبُوهُمَا } أي دعواهم إلى الله تعالى وأخبرا أنهما رسولا الله فكذبوهما.

{ فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ } أي قوينا وشددّنا ويقال تعزز لحم الناقة إذا صلب ويقال للأرض الصلبة العزاز.

{ قَالُوۤاْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } أي تشاء منا بكم قال مقاتل: احتبس عليهم المطر وقيل أسرع فيهم الجذام عند تكذيبهم الرسل.

{ لَنَرْجُمَنَّكُمْ } أي بالحجارة.

و { عَذَابٌ أَلِيمٌ } هو الحريق.

{ قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ } أي حظكم وما صار لكم من خير أو شر معكم أي من أفعالكم أي ليس هو من أجلنا بل بكفركم.

{ أَئِن ذُكِّرْتُم } ثم محذوف تقديره تطيرتم.

السابقالتالي
2