و { عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ } فيه حذفان كاف التشبيه ومضاف تقديره كعرض السماوات، يدل على ذلك قوله تعالى في الحديد:{ كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ } [الآية: 21]، والسماء يراد به الجنس لا الأفراد يدل على ذلك قوله: عرضها السماوات جمعاً، والعرض يستعمل في السعة وبالمعنى الذي يقابل الطول وقد فسر العرض هنا بهذين بوجهين. { فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ } قال ابن عباس: السراء. اليسر، والضراء العسر. { وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ } أي الممسكين ما في أنفسهم من الغيظ بالصبر فلا يظهر له تأثير في الخارج. { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً } الآية نزلت بسبب نبهان التمار أتته امرأة تشتري منه تمراً فقبلها وضمّها، ثم ندم وقيل: ضرب على عجزها، قال ابن عباس: الفاحشة الزنا، وظلم النفس ما دونه من النظر واللمسة. { وَلَمْ يُصِرُّواْ } معطوف على فاستغفروا لذنوبهم والاصرار على الذنب المداومة عليه. { وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ } جملة اعتراض بين المتعاطفين. وتقدم إعراب نظيرها في قوله تعالى:{ وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ } [البقرة: 130]، وهذه الجملة الاعتراضية فيها ترقيق للنفس وداعية إلى رجاء الله وسعة عفوه واختصاصه فغفران الذنوب.