الرئيسية - التفاسير


* تفسير النهر الماد / الأندلسي (ت 754 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنْفَاقِ وَكَانَ ٱلإنْسَانُ قَتُوراً } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يٰمُوسَىٰ مَسْحُوراً } * { قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰؤُلاۤءِ إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يٰفِرْعَونُ مَثْبُوراً } * { فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً } * { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } * { وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً } * { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً } * { قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً } * { وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً } * { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } * { قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً } * { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً }

{ قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ } الآية * مناسبتها أن المشركين قالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً وطلبوا اجراء الأنهار والعيون في بلدهم لتكره أقواتهم وتتسع عليهم فبين تعالى أنهم لو ملكوا خزائن رحمة الله لبقوا على بخلهم وشحهم قل لو أنتم تملكون فاعل بفعل محذوف يفسره ما بعده تقديره تملكون فحذف تملك وانفصل الضمير الذي هو الواو فصار أنتم * كقوله وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها * فهو فاعل وكان تقديره وإن لم يحمل ففيه ضمير مستكن فلما حذف الفعل وانفصل الضمير فصار هو وخرج ذلك أبو الحسن علي بن فضال المجاشقي على إضمار كان وقال أبو الحسن بن الصائغ حذف كان فانفصل اسمها والتقدير قل لو كنتم وقال البصريون يصرحون بامتناع لو زيد قام لأكرمته على الفصيح ويجيزونه شاذاً كقولهم: * لو ذات سوار لطمتني * وهو عندهم على فعل مضمر وجواب لولا مسكتم وخشية مفعول من أجله وقتوراً مبالغة في التقتير ولما حكى الله تعالى عن قريش ما حكى من تعنتهم في اقتراحهم وعنادهم للرسول صلى الله عليه وسلم سلاه الله تعالى بما جرى لموسى مع فرعون ومع قومه من قولهم أرنا الله جهرة الآية.

و { تِسْعَ آيَاتٍ } تقدم الكلام عليه في الاعراف والعامل في إذ محذوف تقديره.

{ فَسْئَلْ } عن حديث أو قصة.

{ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ } وقال الزمخشري: اذكر أو يخبرونك انتهى وإذ ظرف لما مضى لا يصح إعمال واحد منهما فيه وقرأ الجمهور لقد علمت بفتح التاء على خطاب موسى لفرعون وتبكيته في قوله عنه انه مسحور أي قد علمت أن ما جئت به ليس من باب السحر ولا إني خدعت في عقلي بل علمت أنه ما أنزلها إلا الله وما أحس ما جاء به من إسناد إنزالها إلى لفظ رب السماوات والأرض إن هو لما سأله فرعون في أو محاورته فقال له: وما رب العالمين؟ قال له: رب السماوات والأرض ينبهه على نقصه وأنه لا تصرف له في الوجود فدعواه الربوبية دعوى استحالة فبكته وأعلمه أنه يعلم آيات الله ومن أنزلها ولكنه مكابر ومعاند كقوله تعالى:وَجَحَدُواْ بِهَا } [النمل: 14] الآية وخاطبه بذلك على سبيل التوبيخ أي أنت بحال من يعلم هذا وهو في الوضوح بحيث يعلمها وليس خطابه على جهة إخباره عن علمه وقرىء: لقد علمت بتاء المتكلم وهو ضمير موسى صلى الله عليه وسلم وما أنزل جملة في موضع نصب علق عنها علمت ومعنى بصائر دلالات على وحدانية الله تعالى وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم والإِشارة بهؤلاء إلى الآيات التسع وانتصب بصائر على الحال والعامل فيه محذوف تقديره أنزلها بصائر وقابل موسى صلى الله عليه وسلم بظن فرعون وشتان ما بين الظنين ظن فرعون باطل واستفزازه إياهم هو استخفافه لموسى ولقومه بأن يقلعهم من أرض مصر بقتل أو جلاء فماق به مكره وأغرقه الله وقبطه والضمير في بعده عائد على فرعون أي من بعد إعراقه والأرض المأمور بسكناها أرض الشام ووعد الآخرة قيام الساعة وانتصب.

السابقالتالي
2 3