الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } * { أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } * { أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } * { وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } * { وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ } * { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } * { فَكُّ رَقَبَةٍ } * { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } * { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } * { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } * { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ } * { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } * { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ }

{ يقول أهلكت مالاً } على عداوة محمد صلى الله عليه وسلم { لبداً } كثيراً بعضه على بعض، وهو كاذبٌ في ذلك، قال الله تعالى:

{ أيحسب أن لم يره أحد } في إنفاقه، فيعلم مقدار نفقته، ثمَّ ذكر ما يستدلُّ به على أنَّ الله تعالى قادرٌ عليه، وأَنْ يحصي عليه ما يعمله، فقال:

{ ألم نجعل له عينين }. { ولساناً وشفتين }.

{ وهديناه النجدين } يقول: ألم نُعرِّفه طريق الخير وطريق الشَّرِّ.

{ فلا اقتحم العقبة } أَيْ: لم يدخل العقبة، وهذا مَثَلٌ ضربه الله تعالى للمنفق في طاعة الله يحتاج أن يتحمَّل الكُلفة، كمَنْ يتكلَّف صعود العقبة، يقول: لم ينفق هذا الإنسان في طاعة الله شيئاً.

{ وما أدراك ما العقبة } أَيْ: ما اقتحام العقبة، ثمَّ فسَّره فقال:

{ فك رقبة } وهو إخراجها من الرِّقِّ بالعون في ثمنها.

{ أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبة } مجاعةٍ.

{ يتيماً ذا مقربة } ذا قرابةٍ.

{ أو مسكيناً ذا متربة } أَيْ: ذا فقرٍ قد لصق من فقره بالتُّراب.

{ ثم كان من الذين آمنوا } أَيْ: كان مقتحم العقبة وفاكُّ الرَّقبة والمُطعم من الذين آمنوا؛ فإنَّه إنْ لم يكن منهم لم ينفعه قربةٌ { وتواصوا } أوصى بعضهم بعضاً { بالصبر } على طاعة الله تعالى { وتواصوا بالمرحمة } بالرَّحمة على الخلق.

{ أولئك أصحاب الميمنة } مَنْ كان بهذه الصفة فهو من جملة أصحاب اليمين.

{ والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة } أصحاب الشِّمال. وقيل في أصحاب اليمين: إنَّهم الميامين على أنفسهم، وفي أصحاب المشأمة: إنَّهم المشائيم على أنفسهم.

{ عليهم نار مؤصدة } مُطَبقةٌ.