الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ لَقَدْ تَابَ الله عَلَىٰ ٱلنَّبِيِّ وَٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } * { وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوۤاْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } * { يَـٰأيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّادِقِينَ }

{ لقد تاب الله على النبيِّ } مِنْ إذنه للمنافقين في التَّخلُّف عنه، وهو ما ذُكر في قوله: { عفا الله عنك... } الآية { والمهاجرين والأنصار الذين اتَّبعوه في ساعة العسرة } في زمان عسرة الظَّهر، وعسرة الماء، وعسرة الزَّاد { من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم } من بعد ما همَّ بعضهم بالتَّخلُّف عنه والعصيان، ثمَّ لحقوا به { ثم تاب عليهم } ازداد عنهم رضا.

{ وعلى الثلاثة الذين خلفوا } أَي: عن التَّوبة عليهم. يعني: مَنْ ذكرناهم في قوله:وأخرون مرجون لأمر الله } { حتى إذا ضاقت عليهم الأرض } لأَنَّهم كانوا مهجورين لا يُعاملون ولا يُكلَّمون { وضاقت عليهم أنفسهم } بالهمِّ الذي حصل فيها { وظنوا } أيقنوا { أن لا ملجأ من الله إلاَّ إليه } أن لا مُعتَصَم من عذاب الله إلاَّ به { ثمَّ تاب عليهم ليتوبوا } أَيْ: لطف بهم في التَّوبة ووفَّقهم لها.

{ يا أيها الذين آمنوا } يعني: أهل الكتاب { اتقوا الله } بطاعته { وكونوا مع الصادقين } محمدٍ وأصحابه، يأمرهم أن يكونوا معهم في الجهاد والشِّدَّة والرَّخاء.