الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ مُنَٰفِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ } * { وَآخَرُونَ ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ والسابقون الأولون } يعني: الذين شهدوا بدراً { من المهاجرين والأنصار } يعني: الذين آمنوا منهم قبل قدوم الرَّسول عليهم، فهؤلاء السُّبَّاق من الفريقين. وقيل: أراد كلَّ مَنْ أدركه من أصحابه، فإنَّهم كلَّهم سبقوا هذه الأمَّة بصحبة النَّبي صلى الله عليه وسلم ورؤيته { والذين اتبعوهم بإحسان } يعين: ومن اتَّبعهم على منهاجهم إلى يوم القيامة ممَّن يُحسن القول فيهم.

{ وممن حولكم من الأعراب منافقون } يعني: مزينة وجهينة وغفاراً { ومن أهل المدينة } الأوس والخزرج { مردوا على النفاق } لجُّوا فيه، وأبوا غيره { سنعذبهم مرتين } بالأمراض والمصائب في الدُّنيا، وعذاب القبر { ثم يردون إلى عذاب عظيم } وهو الخلود في النَّار.

{ وآخرون اعترفوا بذنوبهم } في التَّخلُّف عن الغزو { خلصوا عملاً صالحاً } وهو جهادهم مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم قبل هذا { وآخر سيئاً } تقاعدهم عن هذه الغزوة { عسى الله } واجبٌ من الله { أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم } ثمَّ تاب على هؤلاء وعذرهم، فقالوا: يا رسول الله، هذه أموالنا التي خلَّفتنا عنك فخذها منَّا صدقةً وطهِّرنا، واستغفر لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أُمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً.