الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } * { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ } * { خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ } * { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } * { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ } * { وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } * { وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ } * { وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ } * { وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } * { فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } * { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }

{ على الأرائك ينظرون } أَيْ: إلى ما أعطاهم الله سبحانه من النَّعيم والكرامة.

{ تعرف في وجوههم نَضْرَةَ النعيم } أي: غضارته وبريقه.

{ يسقون من رحيق } وهو الخمر الصَّافية. { مختوم }.

{ ختامه مسك } يعني: إذا فني ما في الكأس وانقطع الشَّراب يختم ذلك الشَّراب برائحة المسك. { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } فليرغب الرَّاغبون بالمبادرة إلى طاعة الله عزَّ وجلَّ.

{ ومزاجه } ومزاج ذلك الشَّراب { من تسنيم } وهو عينُ ماءٍ تجري في جنَّة عدنٍ، وهي أعلى الجنَّات، ثمَّ فسَّره فقال:

{ عيناً يشرب بها المقربون } أَيْ: يشربها المُقرَّبون.

{ إنَّ الذين أجرموا } أشركوا: يعني: أبا جهلٍ وأصحابه { كانوا من الذين آمنوا } من فقراء المؤمنين { يضحكون } استهزاءً بهم.

{ وإذا مروا بهم يتغامزون } يغمز بعضهم بعضاً ويشيرون إليهم.

{ وإذا انقلبوا } رجعوا { إلى أهلهم } أصحابهم وذويهم { انقلبوا فكهين } مُعجبين بما هم فيه، يتفكَّهون بذكر المؤمنين.

{ وإذا رأوهم } رأوا المؤمنين { قالوا إنَّ هؤلاء لضالون }.

{ وما أرسلوا } يعني: الكفَّار { عليهم } على المؤمنين { حافظين } لأعمالهم موكلين بأموالهم.

{ فاليوم } يعني: يوم القيامة { الذين آمنوا من الكفار يضحكون } كما ضحكوا منهم في الدُّنيا.

{ على الأرائك ينظرون } إليهم كيف يُعذَّبون.

{ هل ثوِّب الكفار ما كانوا يفعلون } أي: هل جُوزوا بسخريتهم بالمؤمنين في الدُّنيا؟