الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ قُلِ ٱلأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } * { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَٰناً وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }

{ يسألونك عن الأنفال } الغنائم، لمَنْ هي؟ نزلت حين اختلفوا في غنائم بدر، فقال الشُّبان: هي لنا؛ لأنَّا باشرنا الحرب، وقالت الأشياخ: كنَّا ردءاً لكم؛ لأنَّا وقفنا في المصافِّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو انهزمتهم لانحزتم إلينا، فلا تذهبوا بالغنائم دوننا، فأنزل الله تعالى: { قل الأنفال لله والرسول } يضعها حيث يشاء من غير مشاركة فيها، فقسمها بينهم على السَّواء { فاتقوا الله } بطاعته واجتناب معاصية { وأصلحوا ذات بينكم } حقيقة وصلكم، أَيْ: لا تَخَالفوا { وأطيعوا الله ورسوله } سلِّموا لهما في الأنفال؛ فإنَّهما يحكمان فيها ما أرادا { إن كنتم مؤمنين } ثمَّ وصف المؤمنين فقال:

{ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } أَيْ: المؤمن الذي إذا خُوِّف بالله فرق قلبه، وانقاد لأمره { وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً } تصديقاً ويقيناً { وعلى ربهم يتوكلون } بالله يثقون لا يرجون غيره.