الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } * { إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } * { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً } * { قُلْ إِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيۤ أَمَداً } * { عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً } * { إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } * { لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً }

{ ولن أجد من دونه ملتحداً } أَيْ: ملجأً.

{ إلاَّ بلاغاً من الله ورسالاته } لكن أُبلِّغ عن الله ما أُرسلت به، ولا أملك الكفر والإِيمان , وهو قوله: { لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً }. وقوله:

{ حتى إذا رأوا } أي: الكفَّار { ما يوعدون } من العذاب والنَّار { فسيعلمون } حينئذٍ { مَنْ أضعف ناصراً } أنا أو هم { وأقل عدداً }.

{ قل إن أدري } ما أدري { أقريب ما توعدون } من العذاب { أم يجعل له ربي أمداً } أجلاً وغايةً.

{ عالم الغيب } أي: هو عالم الغيب { فلا يظهر } فلا يُطلع على ما غيَّبه عن العباد { أحداً }.

{ إلاَّ من ارتضى } اصطفى { من رسول } فإنَّه يُطلعه على ما يشاء من الغيب معجزةً له { فإنَّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً } أي: يجعل من جميع جوانبه رصداً من الملائكة يحفظون الوحي من أن يسترقه الشَّياطين، فتلقيه إلى الكهنة، فيساوون الأنبياء.

{ ليعلم } الله { أن قد أبلغوا رسالات ربهم } أي: ليُبلِّغوا رسالات ربِّهم، فإذا بلَّغوا علم الله ذلك، فصار كقوله:ولمَّا يعلمِ اللَّهُ الذين جاهدوا منكم } أي: ولمَّا يجاهدوا. { وأحاط بما لديهم } علم الله ما عندهم { وأحصى كلَّ شيء عدداً } أي: علم عدد كلِّ شيء فلم يخف عليه شيءٌ.