{ ولن أجد من دونه ملتحداً } أَيْ: ملجأً. { إلاَّ بلاغاً من الله ورسالاته } لكن أُبلِّغ عن الله ما أُرسلت به، ولا أملك الكفر والإِيمان , وهو قوله: { لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً }. وقوله: { حتى إذا رأوا } أي: الكفَّار { ما يوعدون } من العذاب والنَّار { فسيعلمون } حينئذٍ { مَنْ أضعف ناصراً } أنا أو هم { وأقل عدداً }. { قل إن أدري } ما أدري { أقريب ما توعدون } من العذاب { أم يجعل له ربي أمداً } أجلاً وغايةً. { عالم الغيب } أي: هو عالم الغيب { فلا يظهر } فلا يُطلع على ما غيَّبه عن العباد { أحداً }. { إلاَّ من ارتضى } اصطفى { من رسول } فإنَّه يُطلعه على ما يشاء من الغيب معجزةً له { فإنَّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً } أي: يجعل من جميع جوانبه رصداً من الملائكة يحفظون الوحي من أن يسترقه الشَّياطين، فتلقيه إلى الكهنة، فيساوون الأنبياء. { ليعلم } الله { أن قد أبلغوا رسالات ربهم } أي: ليُبلِّغوا رسالات ربِّهم، فإذا بلَّغوا علم الله ذلك، فصار كقوله:{ ولمَّا يعلمِ اللَّهُ الذين جاهدوا منكم } أي: ولمَّا يجاهدوا. { وأحاط بما لديهم } علم الله ما عندهم { وأحصى كلَّ شيء عدداً } أي: علم عدد كلِّ شيء فلم يخف عليه شيءٌ.