الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً } * { لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً } * { وَأَنَّ ٱلْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً } * { وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً }

{ وَأَلَّوِ استقاموا على الطريقة } لو آمنوا جميعاً، أَي: الخلق كلُّهم أجمعون الجنُّ والإِنس { لأسقيناهم ماءً غدقاً } لوسَّعنا عليهم في الدُّنيا، وضرب المثل بالماء لأنَّ الخير كلَّه والرِّزق بالمطر، وهذا كقوله تعالى:ولو أنَّ أهل القرى آمنوا واتقوا.... } الآية.

{ لِنَفْتنهم فيه } لنختبرهم فنرى كيف شكرهم { ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه } يدخله { عذاباً صعداً } شاقاً.

{ وأنَّ المساجد لله } يعني: المواضع التي يُصلَّى فيها. وقيل: الأعضاء التي يسجد عليها. وقيل: يعني: إنَّ السَّجدات لله، جمع مسجد بمعنى السُّجود { فلا تدعوا مع الله أحداً } أمرٌ بالتَّوحيد لله تعالى في الصَّلاة.

{ وأَنه لما قام عبد الله يدعوه } أي: النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لمَّا قام ببطن نخلة يدعو الله { كادوا يكونون عليه } كاد الجنُّ يتراكبون ويزدحمون حرصاً على ما يسمعون، ورغبةً فيه.