الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيۤ إِلاَّ فِرَاراً } * { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً } * { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً } * { ثُمَّ إِنِّيۤ أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً } * { فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً } * { يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً } * { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } * { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } * { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً }

{ إلاَّ فراراً } أَيْ: نفاراً عن طاعتك وإدباراً عني.

{ وإني كلما دعوتهم } إلى الإِيمان بك { لتغفر لهم } ما قد سلف من ذنوبهم { جعلوا أصابعهم في آذانهم } لئلا يسمعوا صوتي { واستغشوا ثيابهم } غطُّوا بها وجوههم مبالغةً في الإِعراض عني كيلا يروني { وأصروا } أَقاموا على كفرهم { واستكبروا } عن اتِّباعي { استكباراً } لأنَّهم قالوا:أَنؤمنُ لك واتَّبعكَ الأَرْذَلون } { ثم إني دعوتهم جهاراً } أظهرتُ لهم الدَّعوة.

{ ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً } أَيْ: خلطتُ دعاءَهم العلانيَة بدعاءِ السِّرِّ.

{ فقلت استغفروا ربكم إنه غفاراً }. { يرسل السماء عليكم مدراراً }.

{ ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً } وذلك أنَّهم لما كذَّبوه حبس الله عنهم المطر وأعقم نساءَهم، فهلكت أموالهم ومواشيهم، فوعدهم نوحٌ إنْ آمنوا أَنْ يردَّ الله عليهم ذلك، فقال: { يرسل السماء عليكم مدراراً } كثيرة الدرِّ، أَيْ: كثيرة المطر، { ويمددكم بأموالٍ وبنين }: يعطكم زينة الدُّنيا، وهي المال والبنون.

{ ما لكم لا تَرْجُون لله وقاراً } لا تخافون لله عظمةً.

{ وقد خلقكم أطواراً } حالاً بعد حالٍ. نطفةً، ثمَّ علقةً، ثمَّ مضغةً، إلى تمام الخلق.