الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } * { لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ } * { مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلْمَعَارِجِ } * { تَعْرُجُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } * { فَٱصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً } * { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً } * { وَنَرَاهُ قَرِيباً } * { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } * { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } * { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } * { يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ } * { وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ } * { وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ }

{ سأل سائل } دعا داعٍ { بعذاب واقع }.

{ للكافرين } على الكافرين، وهو النَّضر بن الحارث حين قال:اللَّهم إن كانَ هذا هو الحقَّ من عندكَ } الآية. { ليس له دافع } ليس لذلك العذاب الذي يقع بهم دافعٌ.

{ من الله } أَيْ: ذلك العذاب يقع بهم من الله { ذي المعارج } ذي السَّموات.

{ تعرج الملائكة والروح } يعني: جبريل عليه السَّلام { إليه } إلى محل قربته وكرامته، وهو السَّماء { في يوم } { في } صلةُ " واقعٍ " ، أَيْ: عذابٌ واقعٌ في يومٍ { كان مقداره خمسين ألف سنة } وهو يوم القيامة.

{ فاصبر صبراً جميلاً } وهذا قبل أن أُمر بالقتال. { إنهم } يعني: المشركين { يرونه } يرون ذلك اليوم { بعيداً } مُحالاً لا يكون.

{ ونراه قريباً } لأنَّ ما هو آتٍ قريبٌ، ثمَّ ذكر متى يكون ذلك اليوم فقال:

{ يوم تكون السماء كالمهل } كدرديِّ الزَّيت. وقيل: كالقار المُذاب، وقد مَّر هذا.

{ وتكون الجبال }: [الجواهر. وقيل: الذَّهب والفضَّة والنُّحاس] { كالعهن } كالصُّوف المصبوغ.

{ ولا يسأل حميم حميماً } لا يسأل قريبٌ عن قريبٍ لاشتغاله بما هو فيه.

{ يبصرونهم } يُعرَّف بعضهم بعضاً، أَيْ: إنَّ الحميم يرى حميمه ويعرفه، ولا يسأل عن شأنه. { يودُّ المجرم } يتمنَّى الكافر { لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه }.

{ وصاحبته } وزوجته { وأخيه }.

{ وفصيلته } عشيرته التي فُصِلَ منها { التي تؤويه } تضمُّه إليها في النَّسب.