الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَآ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } * { فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ } * { وَٱلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ } * { وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } * { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ }

{ فما كان دعواهم } دعاؤهم وتضرُّعهم { إذ جاءهم بأسنا إلاَّ أن } أقرُّوا على أنفسهم بالشِّرك و { قالوا إنا كنا ظالمين }.

{ فلنسئلنَّ الذين أرسل إليهم } نسأل الأمم ماذا عملوا فيما جاءت به الرُّسل، ونسأل الرُّسل هل بلَّغوا ما أُرسلوا به.

{ فلنقصنَّ عليهم بعلم } لنخبرنَّهم بما عملوا بعلمٍ منَّا { وما كنا غائبين } عن الرُّسل والأمم ما بلَّغت وما ردَّ عليهم قومهم.

{ والوزن يومئذ } يعني: وزن الأعمال يوم السُّؤال الذي ذُكر في قوله: { فلنسألنَّ } { الحق } العدل، وذلك أنَّ أعمال المؤمنين تتصوَّر في صورةٍ حسنةٍ، وأعمال الكافرين في صورةٍ قبيحة، فتوزن تلك الصُّورة، فذلك قوله: { فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون } النَّاجون الفائزون، وهم المؤمنون.

{ ومَنْ خفَّت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم } صاروا إلى العذاب { بما كانوا بآياتنا يظلمون } يجحدون بما جاء به محمَّد عليه السَّلام.

{ ولقد مكنَّاكم في الأرض } ملَّكناكم فيما بين مكَّة إلى اليمن، وإلى الشَّام. يعني: مشركي مكَّة { وجعلنا لكم فيها معايش } ما تعيشون به من الرِّزق والمال والتجارة { قليلاً ما تشكرون } أَيْ: إنَّكم غير شاكرين لما أنعمت عليكم.

{ ولقد خلقناكم } يعني: آدم { ثم صوَّرناكم } في ظهره... الآية.