الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } * { أَهَـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } * { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا فَٱلْيَوْمَ نَنسَـٰهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَٰتِنَا يَجْحَدُونَ } * { وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

{ ونادى أصحاب الأعراف رجالاً } من أهل النَّار { يعرفونهم بسيماهم } من رؤساء المشركين فيقولون لهم: { ما أغنى عنكم جمعكم } المال واستكثاركم منه { وما كنتم تستكبرون } عن عبادة الله، ثمَّ يقسم أصحاب النَّار أنَّ أصحاب الأعراف داخلون معهم النَّار، فتقول الملائكة الذين حبسوا أصحاب الأعراف:

{ أهؤلاء الذين أقسمتم } يا أصحاب النَّار { لا ينالهم الله برحمة } يقولون لأصحاب الأعراف: { ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون }.

{ ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله } يعني: الطَّعام، وهذا يدلُّ على جوعهم وعطشهم { قالوا إنَّ الله حرمهما على الكافرين } تحريم منع [لا تحريم تعبُّدٍ].

{ الذين اتخذوا دينهم } الذي شُرع لهم { لهواً ولعباً } يعني: المستهزئين المُقتسمين { فاليوم ننساهم } نتركهم في جهنَّم { كما نسوا لقاء يومهم هذا } كما تركوا العمل لهذا اليوم { وما كانوا بآياتنا يجحدون } أَيْ: وكما جحدوا بآياتنا ولم يُصدِّقوها.

{ ولقد جئناهم } يعني: المشركين { بكتاب } هو القرآن { فصلناه } بيّناه { على علم } فيه. يعني: ما أُودع من العلوم وبيان الأحكام { هدى } هادياً { ورحمة } وذا رحمةٍ { لقوم يؤمنون } لقومٍ أريد به هدايتهم وإيمانهم.