الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } * { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ كَافِرُونَ } * { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } * { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }

{ ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا } في الدُّنيا من الثَّواب { حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم } من العذاب { حقاً }؟ وهذا سؤال تعييرٍ وتقريرٍ، فأجاب أهل النَّار و { قالوا نعم فأذَّن مؤذنٍ بينهم } نادى منادٍ وسطهم نداءً يُسمع الفريقين، وهو صاحب الصُّور { أن لعنة الله على الظالمين }.

{ الذين يصدون } يمنعون { عن سبيل الله } دين الله وطاعته { ويبغونها عوجاً } ويطلبونها بالصَّلاة لغير الله، وتعظيم ما لم يعظِّمه الله.

{ وبينهما } بين أهل الجنَّة وبين أهل النَّار { حجاب } حاجزٌ، وهو سور الأعراف { وعلى الأعراف } يريد: سور الجنَّة { رجال } وهم الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم { يعرفون كلاً بسيماهم } يعرفون أهل الجنَّة ببياض الوجوه، وأهل النَّار بسوادها، وذلك لأنَّ موضعهم عالٍ مرتفع، فهم يرون الفريقين { ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم } إذا نظروا إلى الجنَّة سلَّموا على أهلها { لم يدخلوها } يعني: أصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنَّة { وهم يطمعون } في دخولها.

{ وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار } أَيْ: جهة لقائهم.