الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلْكِتَابِ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوۤاْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ } * { قَالَ ٱدْخُلُواْ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ مِّن ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ فِي ٱلنَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّىٰ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ ٱلنَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } * { وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ }

{ فمن أظلم ممَّن افترى على الله كذباً } فجعل له ولداًَ أو شريكاً { أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب } ما كُتب لهم من العذاب، وهو سواد الوجه، وزرقة العيون { حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم } يريد: الملائكة يقبضون أرواحهم { قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله }؟ سؤال توبيخ وتبكيت وتقريع { قالوا ضلوا عنا } بطلوا وذهبوا { وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين } اعترفوا عند مُعاينة الموت، وأقروا على أنفسهم بالكفر.

{ قال ادخلوا } أَيْ: قال الله تعالى لهم: ادخلوا النَّار [ { في أمم } أَيْ:] مع { أمم قد خلت من قبلكم }. { كلما دخلت أمة } النَّار { لعنت أختها } يعني: الأمم التي سبقتها إلى النَّار؛ لأنَّهم ضلوا باتِّباعهم { حتى إذا ادَّاركوا فيها } أَيْ: تداركوا، وتلاحقوا، واجتمعوا جميعاً في النَّار { قالت أخراهم } أَيْ: أُخراهم دخولاً إلى النَّار { لأولاهم } دخولاً. يعني: قالت الأتباع للقادة: { ربنا هؤلاء أضلونا } لأَنَّهم شرعوا لنا أن نتَّخذ من دونك إلهاً { فآتهم عذاباً ضعفاً } أَضْعِفْ عليهم العذاب بأشدَّ ممَّا تعذِّبنا به { قال } الله تعالى: { لكلٍّ ضعف } للتَّابع والمتبوع عذابٌ مضاعفٌ { ولكن لا تعلمون } يا أهل الكتاب في الدًّنيا مقدار ذلك، وقوله:

{ فما كان لكم علينا من فضل } لأنَّكم كفرتم كما كفرنا، فنحن وأنتم في الكفر سواءٌ.