{ فيها تحيون؟... } الآية. ولمَّا ذكر عُريَّ آدم وحواء منَّ علينا بما خلق لنا من اللِّباس، فقال: { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم } أَيْ: خلقنا لكم { لباساً يواري سوآتكم } يستر عوراتكم { وريشاً } أَيْ: مالاً، وما تتجمَّلون به من الثِّياب الحسنة { ولباس التقوى } أَيْ: ستر العورة لمَنْ يتَّقي الله فيواري عورته { ذلك خيرٌ } لصاحبه إذا أخذ به، أو خيرٌ من التَّعري، وذلك أنَّ جماعةً من المشركين كانوا يتعبَّدون بالتَّعريِّ وخلع الثَّياب في الطَّواف بالبيت. { وذلك من آيات الله } أَيْ: من فرائضه التي أوجبها بآياته. يعني: ستر العورة { لعلهم يذكرون } لكي يتَّعظوا. { يا بني آدم لا يفتننَّكم الشيطان } لا يخدعنَّكم ولا يُضلنَّكم { كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما } أضاف النَّزع إليه - وإن لم يتولَّ ذلك -؛ لأنَّه كان بسببٍ منه { إنَّه يراكم هو وقبيله } يعني: ومَنْ كان من نسله { إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون } سلَّطناهم عليهم ليزيدوا في غيِّهم، كما قال:{ إنَّا أرسلنا الشَّياطين على الكافرين... } الآية.