الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ أُوْلَـٰئِكَ كَٱلأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ } * { وَللَّهِ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } * { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ }

{ ولقد ذَرَأْنا } [خلقنا] { لجهنم كثيراً من الجن والإِنس } وهم الذين حقَّت عليهم الشَّقاوة { لهم قلوب لا يفقهون بها } لا يعقلون بها الخير والهدى { ولهم أعين لا يبصرون بها } سبل الهدى { ولهم آذان لا يسمعون بها } مواعظ القرآن { أولئك كالأنعام } يأكلون ويشربون ولا يلتفتون إلى الآخرة { بل هم أضلُّ } لأنَّ الأنعام مطيعةٌ لله، والكافر غير مطيع { أولئك هم الغافلون } عمَّا في الآخرة من العذاب.

{ ولله الأسماء الحسنى } يعني: التِّسعة والتِّسعين { فادعوه بها } كقولك: يا اللَّهُ، يا قديرُ، يا عليمُ { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } يميلون عن القصد، وهم المشركون عدلوا بأسماء الله عمّا هي عليه، فسمُّوا بها أوثانهم، وزادوا فيها ونقصوا، واشتقوا اللاَّت من الله، والعُزَّى من العزيز، ومناة من المنَّان { سيجزون ما كانوا يعملون } جزاء ما كانوا يعملون في الآخرة.

{ وممن خلقنا أمة... } الآية. يعني: أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال في قوم موسى عليه السلام:ومن قوم موسى أمةٌ... } الآية.

{ والذين كذبوا بآياتنا } محمدٍ والقرآن. يعني: أهل مكَّة { سنستدرجهم } سنمكر بهم { من حيث لا يعلمون } كلما جدَّدوا لنا معصية جدَّّدنا لهم نعمةً.

{ وأملي لهم } أُطيل لهم مدَّة عمرهم ليتمادوا في المعاصي { إنَّ كيدي متين } مكري شديد. نزلت في المستهزئين من قريش، قتلهم الله في ليلةٍ واحدةٍ بعد أن أمهلهم طويلاً.