{ فلما عتوا } أَيْ: طغوا واستكبروا { عن مَّا نهوا عنه } أَيْ: عن ترك ما نُهوا عنه من صيد الحيتان يوم السَّبت { قلنا لهم } الآية مُفسَّرة في سورة البقرة. { وإذ تأذَّن ربك } قالَ وأعلم ربُّك { ليبعثنَّ } ليرسلنَّ { عليهم } على اليهود { مَنْ يسومهم } أَيْ: يذيقهم { سوء العذاب } إلى يوم القيامة. يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم وأُمَّته يقاتلونهم أو يعطون الجزية { إنَّ ربك لسريع العقاب } لمن استحقَّ تعجيله. { وقطعناهم في الأرض أمماً } فرَّقناهم في البلاد، فلم يجتمع لهم كلمة { منهم الصالحون } وهم الذين آمنوا { ومنهم دون ذلك } الذين كفروا { وبلوناهم } عاملناهم معاملة المختبر { بالحسنات } بالخِصب والعافية { والسيئات } الجدب والشَّدائد { لعلهم يرجعون } كي يتوبوا. { فَخَلَفَ من بعدهم خلف } من بعد هؤلاء الذين قطَّعناهم خلفٌ من اليهود. يعني: أولادهم { ورثوا الكتاب } أخذوه عن آبائهم { يأخذون عرض هذا الأدنى } يأخذون ما أشرف لهم من الدُّنيا حلالاً أو حراماً { ويقولون سيغفر لنا } ويتمنَّون على الله المغفرة { وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه } وإن أصابوا عرضاً، أيْ: متاعاً من الدُّنيا مثل رشوتهم تلك التي أصابوا بالأمس قبلوه. وهذا إخبارٌ عن حرصهم على الدُّنيا { ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لاّ يقولوا على الله إلاَّ الحق } وأكَّد الله عليهم في التوراة ألا يقولوا على الله إلاَّ الحق فقالوا الباطل، وهو قولهم: { سيغفر لنا } وليس في التَّوراة ميعاد المغفرة مع الإِصرار { ودرسوا ما فيه } أَيْ: فهم ذاكرون لما أخذ عليهم الميثاق؛ لأنَّهم قرؤوه. { والذين يمسكون بالكتاب } يؤمنون به ويحكمون بما فيه. يعني: مؤمني أهل الكتاب { وأقاموا الصلاة } التي شرعها محمد صلى الله عليه وسلم { إنا لا نضيع أجر المصلحين } منهم. { وإذ نتقنا الجبل فوقهم } رفعناه باقتلاع له من أصله. يعني: ما ذكرنا عند قوله:{ ورفعنا فوقكم الطور... } الآية. { وظنوا } وأيقنوا { أنَّه واقع بهم } إن خالفوا، وباقي الآية مضى فيما سبق.