الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }

{ يا أيها الذين آمنوا إنَّ من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم } نزلت في قومٍ آمنوا، وأرادوا الهجرة فثبَّطهم أهلهم وأولادهم، وقالوا: لا نصبر على مفارقتكم، فأخبر الله تعالى أنَّهم أعداءٌ لهم بحملهم إيَّاهم على المعصية وترك الطَّاعة { فاحذروهم } أن تقبلوا منهم ولا تطيعوهم، ثمَّ إذا هاجر هذا الذي ثبَّطه أهله عن الهجرة رأى النَّاس قد تعلَّموا القرآن، وتفقَّهوا في الدِّين فيهمُّ أن يعاقب أهله، فقال الله تعالى: { وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم }.

{ إنما أموالكم وأولادكم فتنة } اتبلاءٌ واختبارٌ لكم، فمَنْ كسب الحرام لأجل الأولاد، ومنع ماله عن الحقوق، فهو مفتونٌ بالمال والولد { والله عنده أجر عظيم } لمن صبر عن الحرام، وأنفق المال في حقِّه.

{ فاتقوا الله ما استطعتم } يعني: إذا أمكنكم الجهاد والهجرة فلا يفتننكم الميل إلى الأموال والأولاد عن ذلك. وهذه الآية ناسخةٌ لقوله تعالى:اتَّقوا اللَّهَ حقَّ تُقاتِه } وقوله: { وأنفقوا خيراً لأنفسكم } أَيْ: قدِّموا خيراً لأنفسهم من أموالكم { ومَنْ يُوقَ شُحَّ نفسه } بخلها وحرصها حتى ينفق المال { فأولئك هم المفلحون } الفائزون بالخير.