{ سبَّح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم }. { يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون } كان المؤمنون يقولون: لو علمنا أحبَّ الأعمال إلى الله لبذلنا فيه أموالنا وأنفسنا، فأُخبروا بذلك في قوله: { إنَّ الله يُحِبُّ الذين يقاتلون } الآية. وقوله: { كَبُر مقتاً عند الله } أَيْ: عَظُم ذلك في البعض { أن تقولوا ما لا تفعلون } وقوله: { إنَّ الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً } وأُعلموا أنَّ أحب الأعمال إلى الله الجهاد، فلم يَفوا بما قالوا وانهزموا يوم أُحدٍ، فَعُيِّروا بهذه الآية. وقوله: { كأنهم بنيان مرصوص } لاصق ٌ بعضه ببعض لا يزولون عن أماكنهم. { وإذ قال موسى } أَيْ: اذكر يا محمَّد لقومك قصَّة موسى إذ قال لقومه: { يا قوم لم تؤذونني } وذلك حين رموه بالأُدْرَة { وقد تعلمون أني رسول الله إليكم } والرَّسول يُعظَّم ولا يُؤذى { فلما زاغوا } عدلوا عن الحقِّ { أزاغ الله قلوبهم } أضلَّهم الله وصرف قلوبهم عن الحقِّ { والله لا يهدي القوم الفاسقين } أَيْ: مَنْ سبق في علمه أنَّه فاسقٌ.