{ وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً } يعني: الكفَّار الذين إذا سمعوا آيات الله استهزؤوا بها وتلاعبوا عند ذكرها { وذكِّر به } وعِظْ بالقرآن { أن تبسل نَفْسٌ بما كسبت } تُسلم للهلكة، وتحبس في جهَّنم فلا تقدر على التَّخلص، ومعنى الآية: وذكرِّهم بالقرآن إسلام الجانين بجناياتهم لعلَّهم يخافون فيتَّقون { وإن تعدل كل عدل } يعني: النَّفس المُبسلة. تفدِ كلَّ فداء. يعني: تفدِ بالدُّنيا وما فيها { لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا } أُسْلِموا للهلاك { لهم شرابٌ من حميم } وهو الماء الحارُّ. { قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا } أنعبد ما لا يملك لنا نفعاً ولا ضرَّاً؛ لأنَّه جماد؟ { ونردُّ على أعقابنا بعد إذ هدانا الله } نردُّ وراءنا إلى الشِّرك بالله، فيكون حالنا كحال { الذي استهوته الشياطين في الأرض } استغوته واستفزَّته الغِيلان في المهامة { حيران } متردِّداً لا يهتدي إلى المحجَّة { له أصحابٌ يدعونه إلى الهدى ائتنا } هذا مثَلُ مَنْ ضلَّ بعد الهدى، يجيب الشَّيطان الذي يستهويه في المفازة، فيصبح في مضلَّة من الأرض يهلك فيها، ويعصي مَنْ يدعوه إلى المحجَّة، كذلك مَنْ ضلَّ بعد الهدى { قل إنَّ هدى الله هو الهدى } ردٌّ على مَنْ دعا إلى عبادة الأصنام، أَيْ: لا نفعل ذلك؛ لأنَّ هدى الله هو الهدى لا هدى غيره.