الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلاۤ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاۤ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ } * { وَأَنذِرْ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } * { وَلاَ تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَكَذٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِّيَقُولوۤاْ أَهَـٰؤُلاۤءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَآ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ }

{ قل لا أقول لكم عندي خزائن الله } التي منها يرزق ويعطي { ولا أعلم الغيب } فأخبركم بعاقبة ما تصيرون إليه { ولا أقول لكم إني ملك } أشاهد من أمر الله ما لا يشاهده البشر { إن أتبع إلاَّ ما يوحى إلي } أَيْ: ما أخبركم إلاَّ بما أنزل الله عليَّ { قل هل يستوي الأعمى والبصير } الكافر والمؤمن { أفلا تتفكرون } أَنَّهما لا يستويان.

{ وأنذر به } خوِّف بالقرآن { الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم } يريد: المؤمنين، يخافون يوم القيامة، وما فيها من الأهوال { ليس لهم من دونه وليّ ولا شفيع } يعني: إنَّ الشفاعة إنَّما تكون بإذنه، ولا شفيعٌ ولا ناصرٌ لأحدٍ في القيامة إلاَّ بإذن الله { لعلهم يتقون } كي يخافوا في الآخرة وينتهوا عمَّا نهيتهم.

{ ولا تطرد الذين يدعون ربهم... } الآية. نزلت في فقراء المؤمنين لمَّا قال رؤساء الكفَّار للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: نَحِّ هؤلاء عنك لنجالسك ونؤمن بك. ومعنى: { يدعون ربهم بالغداة والعشي } يعبدون الله بالصَّلوات المكتوبة. { يريدون وجهه } يطلبون ثواب الله { ما عليك من حسابهم } من رزقهم { من شيء } فَتَمَلُّهم وتطردهم { وما من حسابك عليهم من شيء } أَيْ: ليس رزقك عليهم، ولا رزقهم عليك، وإنَّما يرزقك وإيَّاهم الله الرَّازق، فدعهم يدنوا منك ولا تطردهم { فتكون من الظالمين } لهم بطردهم.

{ وكذلك فتنا بعضهم ببعض } ابتلينا الغنيّ بالفقير، والشَّريف بالوضيع { ليقولوا } يعني: الرُّؤساء { أهؤلاء } الفقراء والضُّعفاء { منَّ الله عليهم من بيننا } أنكروا أن يكونوا سبقوهم بفضيلةٍ، أو خصُّوا بنعمةٍ، فقال الله تعالى: { أليس الله بأعلم بالشاكرين } أيْ: إنَّما يهدي إلى دينه مَنْ يعلم أنَّه يشكر.