الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقَدْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } * { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّٰهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا ٱلأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ } * { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَٰباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } * { وَقَالُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ }

{ فقد كذبوا } يعني: مشركي أهل مكة { بالحق لما جاءهم } يعني: القرآن { فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون } أَيْ: أخبار استهزائهم وجزاؤه.

{ ألم يروا } يعني: هؤلاء الكفَّار { كم أهلكنا من قبلهم من قرن } من جيلٍ وأمَّةٍ { مكنَّاهم في الأرض ما لم نمكِّن لكم } أعطيناهم من المال والعبيد والأنعام ما لم نُعطكم { وأرسلنا السماء } المطر { عليهم مدراراً } كثير الدَّرِّ، وهو إقباله ونزوله بكثرة { فأهلكناهم بذنوبهم } بكفرهم { وأنشأنا } أوجدنا { من بعدهم قرناً آخرين } وهذا احتجاجٌ على منكري البعث.

{ ولو نزلنا عليك... } الآية. قال مشركو مكَّة: لن نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من السَّماء [جملةً واحدةً] مُعانيةً، فقال الله: { ولو نزلنا عليك كتاباً } أَيْ: مكتوباً { في قرطاس } يعني: الصَّحيفة { فلمسوه بأيديهم } فعاينوا ذلك مُعاينةً، ومسُّوه بأيديهم { لقال الذين كفروا إن هذا إلاَّ سحر مبين } أخبر الله تعالى أنَّهم يدفعون الدَّليل حتى لو رأوا الكتاب ينزل من السَّماء لقالوا: سحر.

{ وقالوا: لولا أنزل عليه ملك } طلبوا ملكاً يرونه يشهد له بالرِّسالة، فقال الله عزَّ وجلَّ: { ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر } لأُهلكوا بعذاب الاستئصال، كسُنَّة مَنْ قبلهم ممَّن طلبوا الآيات فلم يؤمنوا { ثم لا ينظرون } لا يُمهلون لتوبةٍ ولا لغير ذلك.