الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي ٱلظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ ٱلسَّاعَةُ أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } * { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَآءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ } * { فَلَوْلاۤ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ }

{ والذين كذَّبوا بآياتنا } بما جاء به محمَّد عليه السَّلام { صمٌّ } عن القرآن لا يسمعونه سماع انتفاع { وبكم } عن القرآن لا ينطقون به، ثمَّ أخبر أنَّهم بمشيئته صاروا كذلك، فقال: { من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراطٍ مستقيم }.

{ قل } يا محمد لهؤلاء المشركين بالله { أرأيتكم } معناه: أخبروني { إن أتاكم عذاب الله } يريد: الموت { أو أتتكم الساعة } القيامة { أغير الله تدعون } أَيْ: أتدعون هذه الأصنام والأحجار التي عبدتموها من دون الله { إن كنتم صادقين } جوابٌ لقوله: { أرأيتكم } لأنَّه بمعنى أخبروني، كأنَّه قيل: إنْ كنتم صادقين أخبروا مَنْ تدعون عند نزول البلاء بكم.

{ بل } أَيْ: لا تدعون غيره { إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه } أَيْ: يكشف الضُّرَّ الذي من أجله دعوتموه { إن شاء وتنسون } وتتركون { ما تشركون } به من الأصنام فلا تدعونه.

{ ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك } رسلاً فكفروا بهم { فأخذناهم بالبأساء } وهو شدَّة الفقر { والضرَّاء } الأوجاع والأمراض { لعلهم يتضرعون } لكي يتذللَّوا ويتخشعوا.

{ فلولا } فهلاَّ { إذ جاءهم بأسنا } عذابنا { تضرعوا } تذلَّلوا، والمعنى: لم يتضرعوا { ولكن قست قلوبهم } فأقاموا على كفرهم { وزيَّن لهم الشيطان } الضَّلالة التي هم عليها، فأصروا.