الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَٱلْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } * { وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَٰبِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }

{ إنما يستجيب } أَيْ: يُجيبك إلى الإيمان { الذين يسمعون } وهم المؤمنون الذين يستمعون الذِّكر، فيقبلونه وينتفعون به، والكافر الذي ختم الله على سمعه كيف يصغى إلى الحقِّ!؟ { والموتى } يعني: كفَّار مكة { يبعثهم الله ثمَّ إليه يرجعون } يردُّون فيجازيهم بأعمالهم.

{ وقالوا } يعني: رؤساء قريش { لولا } هلاَّ { نُزِّلَ عليه آية من ربه } يعنون: نزول ملك يشهد له بالنُّبوَّة { قل إنَّ الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون } ما عليهم في ذلك من البلاء، وهو ما ذكرناه في قوله:ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر } { وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه } يعني: جميع الحيوانات؛ لأنَّها لا تخلو من هاتين الحالتين { إلاَّ أمم أمثالكم } أصناف مصنَّفة تُعرف بأسمائها، فكلُّ جنس من البهائم أُمَّةٌ، كالطَّير، والظِّباء، والذُّباب، والأُسود، وكلُّ صنفٍ من الحيوان أُمَّةٌ مثل بني آدم يعرفون بالإِنس { ما فرَّطنا في الكتاب من شيء } ما تركنا في الكتاب من شيءٍ بالعباد إليه حاجةٌ إلاَّ وقد بيَّناه؛ إمَّا نصّاً؛ وإمَّا دلالة؛ وإمَّا مجملاً؛ وإمَّا مفصَّلاً كقوله:ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكلِّ شيء } أَيْ: لكلِّ شيءٍ يُحتاج إليه من أمر الدِّين { ثم إلى ربهم } أَيْ: هذه الأمم { يحشرون } للحساب والجزاء.