الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُّبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ } * { أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } * { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ } * { إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٌ } * { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } * { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } * { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْوَعِيدِ } * { وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } * { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } * { وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } * { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ } * { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ }

{ وقوم تبع } وهو ملكٌ كان باليمن أسلم، ودعا قومه إلى الإِسلام فكذَّبوه وقوله: { فحقَّ وعيد } وجب عليهم العذاب.

{ أفعيينا بالخلق الأول } أَيْ: أَعجزنا عنه حتى نعيى بالإعادة { بل هم في لبس } شكٍّ { من خلق جديد } أَيْ: البعث.

{ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه } يحدثه قلبه { ونحن أقرب إليه } بالعلم { من حبل الوريد } وهو عرقٌ في العنق.

{ إذ يتلقى المتلقيان } أَيْ: المَلكان الحافظان يتلقَّيان ويأخذان ما يعمله الإنسان، فيثبتانه. { عن اليمين وعن الشمال قعيد } قاعدان على جانبيه.

{ ما يلفظ } يتكلَّم { من قول إلاَّ لديه رقيب } حافظٌ { عتيد } حاضر.

{ وجاءت سكرة الموت } أَيْ:غمرته وشدَّته { بالحق } أَيْ: من أمر الآخرة حتى يراه الإنسان عياناً. { ذلك ما كنت منه تحيد } أَي:ْ تهرب وتروغ: يعني: الموت.

{ ونفخ في الصور } أَيْ: نفخة البعث. { ذلك يوم الوعيد } الذي يُوعد الله به الكفَّار.

{ وجاءت كلُّ نفس } إلى المحشر { معها سائق } من الملائكة يسوقها { وشهيد } شاهدٌ عليها بعملها، وهو الأيدي والأرجل، فيقول الله تعالى:

{ لقد كنت في غفلة هذا } اليوم { فكشفنا عنك غطاءك } فخلينا عنك سترك حتى عاينته { فبصرك اليوم حديد } فعلمك بما أنت فيه نافذٌ.

{ وقال قرينه } أَيْ: المَلك الموَّكل به: { هذا ما لديَّ عتيد } هذا الذي وكَّلتني به قد أحضرته، فأحضرت ديوان أعماله، فيقول الله للملَكين الموكَّلين بالإِنسان:

{ ألقيا في جهنم كلَّ كفار عنيد } عاصٍ مُعرضٍ عن الحقِّ.

{ مناع للخير } للزَّكاة المفروضة وكلِّ حقٍّ في ماله { معتد } ظالمٍ { مريب } شاكٍّ.