{ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم } وفسَّرْنا هذا في سورة البقرة { ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان } وهو أن يقصد الأمر، فيحلف بالله ويعقد عليه اليمين بالقلب متعمِّداً { فكفارته } إذا حنثتم { إطعام عشرة مساكين } لكلِّ مسكين مدٌّ، وهو [رطلٌ وثلث، ] وهو قوله: { من أوسط ما تطعمون أهليكم } لأنَّ هذا القدر وسط في الشِّبع. وقيل: من خير ما تطعمون أهليكم، كالحنطة والتمر { أو كسوتهم } وهو أقلُّ ما يقع عليه اسم الكسوة من إزارٍ، ورداءٍ، وقميصٍ { أو تحرير رقبة } يعني: مؤمنة، والمُكفِّر في اليمين مُخيَّر بين هذه الثَّلاث { فمن لم يجد } يعني: لم يفضل من قوته وقوت عياله يومه وليلته ما يطعم عشرة مساكين { فـ } ـعليه { صيام ثلاثة أيام } { واحفظوا أيمانكم } فلا تحلفوا، واحفظوها عن الحنث. { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر } يعني: الأشربة التي تخمَّر حتى تشتدَّ وتُسْكِر { والميسر } القمار بجميع أنواعه { والأنصاب } الأوثان { والأزلام } قداح الاستقسام التي ذُكرت في أوَّل السُّورة { رجسٌ } قذرٌ قبيحٌ { من عمل الشيطان } ممَّا يسِّوله الشِّيطان لبني آدم { فاجتنبوه } كونوا جانباً منه. { إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر } وذلك لما يحصل بين أهلها من العداوة والمقابح، والإِقدام على ما يمنع منه العقل { ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة } لأنَّ مَن اشتغل بهما منعاه عن ذكر الله والصَّلاة { فهل أنتم منتهون } [استفهامٌ بمعنى الأمر] قالوا: انتهينا، ثمَّ أمر بالطَّاعة.