الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ } * { مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَآ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ قد سألها } أَي: الآيات { قومٌ من قبلكم... } الآية. يعني: قوم عيسى سألوا المائدة ثمَّ كفروا بها، وقوم صالح سألوا النَّاقة ثمَّ عقروها.

{ ما جعل الله من بحيرة } أَيْ: ما أوجبها ولا أمر بها، والبحيرة: النَّاقة إذا نُتجت خمسة أبطن شقُّوا أُذنها، وامتنعوا من ركوبها وذبحها { ولا سائبة } هو ما كانوا يُسيبِّونه لآلهتهم في نذرٍ يلزمهم إنْ شفي مريض، أو قضيت لهم حاجة { ولا وصيلة } كانت الشَّاة إذا ولدت أنثى فهي لهم، وإن ولدت ذكراً جعلوه لآلهتهم، وإن ولدت ذكراً وأنثى قالوا: وصلت أخاها فلم يذبحوا الذَّكر لآلهتهم { ولا حامٍ } إذا نُتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا: قد حمى ظهره، فلم يُركب ولم يُنتفع، وسيِّب لأصنامهم فلا يُحمل عليه { ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب } يتقوَّلون على الله الأباطيل في تحريم هذه الأنعام، وهم جعلوها مُحرَّمة لا الله، { وأكثرهم } يعني: أتباع رؤسائهم الذين سنُّوا لهم تحريم هذه الأنعام، { لا يعقلون } أنَّ ذلك كذبٌ وافتراءٌ على الله من الرُّؤساء.

{ وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله } في القرآن من تحليل ما حرَّمتم { قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا } من الدِّين { أَوَلوْ كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون } مفسَّرة في سورة البقرة.

{ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم } احفظوها من ملابسة المعاصي والإِصرار على الذّنوب { لا يضرُّكم مَنْ ضلَّ } من أهل الكتاب { إذا اهتديتم } أنتم { إلى الله مرجعكم جميعاً } مصيركم ومصير مَنْ خالفكم، { فينبئكم بما كنتم تعملون } يُجازيكم بأعمالكم.