{ قل لا يستوي الخبيث والطيب } أَيْ: الحرام والحلال { ولو أعجبك كثرة الخبيث } وذلك أنَّ أهل الدُّنيا يعجبهم كثرة المال وزينة الدُّنيا. { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم } نزلت حين " سُئل النبيُّ حتى أحفوه بالمسألة، فقام مُغضباً خطيباً، وقال: لا تسألوني في مقامي هذا عن شيء إلاَّ أخبرتكموه، فقام رجلٌ من بني سهم يُطعن في نسبه فقال: مَنْ أبي؟ فقال: أبوك حذافة، وقام آخر فقال: أين أنا؟ فقال: في النَّار " ، فأنزل الله تعالى هذه الآية، ونهاهم أن يسألوه عمَّا يُحزنهم جوابه وإبداؤه، كسؤالِ مَنْ سأل عن موضعه، فقال: في النَّار، { وإن تسألوا عنها } أيْ: عن أشياء { حين ينزل القرآن } فيها { تُبدَ لكم } يعني: ما ينزل فيه القرآن من فرضٍ، أو نهيٍ، أو حكمٍ، ومسَّت الحاجة إلى بيانه، فإذا سالتم عنها حينئذٍ تبدى لكم. { عفا الله عنها } أَيْ: عن مسألتكم ممَّا كرهه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولا حاجة بكم إلى بيانه. نهاهم أن يعودوا إلى مثل ذلك، وأخبر أنَّه عفا عمَّا فعلوا { والله غفورٌ حليم } لا يعجل بالعقوبة، ثمَّ أخبرهم عن حال مَنْ تكلَّف سؤال ما لم يُكلَّفوا.