الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَٰهُمْ } * { فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } * { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } * { طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } * { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَتُقَطِّعُوۤاْ أَرْحَامَكُمْ }

{ فهل ينظرون } ينتظرون { إلاَّ الساعة } القيامة { أن تأتيهم بغتة } أَيْ: هم في الحقيقة كذلك؛ لأنَّه ليس الأمر إلاَّ أن تقوم عليهم السَّاعة بغتةً { فقد جاء أشراطها } علاماتها من بعث محمد صلى الله عليه وسلم وغيره { فأنى لهم إذا جاءتهم } السَّاعة { ذكراهم } أَيْ: فمن أين لهم أن يتذكَّروا أو يتوبوا بعد مجيء السَّاعة.

{ فاعلم أنه لا إله إلاَّ الله } أَيْ: فاثبت على ذلك من علمك. { والله يعلم متقلبكم } مُتصرِّفكم في أعمالكم وأشغالكم. وقيل: مُتقلَّبكم من الأصلاب إلى الأرحام. { ومثواكم } مرجعكم في الدُّنيا والآخرة.

{ ويقول الذين آمنوا } حرصاً منهم على الوحي إذا استبطؤوه: { لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة } غير منسوخةٍ { وذكر فيها } فُرِضَ { القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض } أَيْ: المناققين { ينظرون إليك } شزراً { نظر المغشي عليه من الموت } كنظر مَنْ وقع في سكرات الموت، كراهة منهم للقتال. { فأولى لهم }.

{ طاعة وقول معروف } أَيْ: لو أطاعوا وقالوا لك قولاً حسناً كان ذلك أولى. { فإذا عزم الأمر } أَيْ: جدَّ الأمرُ ولزم فرض القتال { فلو صدقوا الله } في الإِيمان والطَّاعة { لكان خيراً لهم }.

{ فهل عسيتم إن توليتم } أَيْ: لعلَّكم إن أعرضتم عمَّا جاء به محمد عليه السَّلام أن تعودوا إلى أمر الجاهليَّة، فيقتل بعضكم بعضاً، وهو قوله: { أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم } أَيْ: بالبغي والظُّلم والقتل.