الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ } * { فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } * { يَغْشَى ٱلنَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ } * { أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ } * { ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } * { إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ } * { يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ } * { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } * { أَنْ أَدُّوۤاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } * { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فَٱعْتَزِلُونِ } * { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ }

{ بل هم في شك } من البعث والنَّشر { يلعبون } مُشتغلين بالدُّنيا.

{ فارتقب } فانتظر { يوم تأتي السماء بدخان مبين } وذلك حين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه بالقحط، فمنع المطر، وأجدبت الأرض، وانجرَّت الآفاق، وصار بين السَّماء والأرض كالدُّخان.

{ يغشى الناس } ذلك الدخان وهم يقولون { هذا عذاب أليم }.

{ ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } مُصدِّقون بنبيِّك. قال الله تعالى:

{ أنى لهم الذكرى } من أين لهم التَّذكُّر والاتِّعاظ، { و } حالهم أنَّهم { قد جاءهم رسول مبين } يبيِّن لهم أحكام الدِّين. يعني: محمَّداً صلى الله عليه وسلم.

{ ثمَّ تولوا } أعرضوا { عنه وقالوا معلَّم } أَيْ: إنَّه معلَّم يُعلِّمه ما يأتي به بشر.

{ إنا كاشفو العذاب قليلاً } أَيْ: يكشف عنكم عذاب الجوع في الدُّنيا، ثمَّ تعودون في العذاب، وهو قوله: { إنكم عائدون }.

{ يوم نبطش البطشة الكبرى } أَيْ: يوم القيامة. وقيل: يوم بدرٍ.

{ ولقد فتنا } بلونا { قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم } على الله تعالى: يعني: موسى عليه السَّلام.

{ أن أدوا إليَّ عباد الله } أَيْ: سلِّموهم إليَّ ولا تُعذِّبوهم، يعني: بني إسرائيل، كما قال:فأرسل معنا بني إسرائيل } { إني لكم رسول أمين } على وحي الله عزَّ وجلَّ.

{ وأن لا تعلوا على الله } لا تعصوه ولا تخالفوا أمره { إني آتيكم بسلطان مبين } بحجَّةٍ واضحةٍ تدلُّ على أنَّني نبيٌّ.

{ وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون } أَن تقتلون، وذلك أنَّهم توعَّدوه بالقتل.

{ وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون } أَيْ: لا تكونوا عليَّ [ولا لي]، وخلُّوا عني.

{ فدعا ربَّه أنَّ } أَيْ: بأنَّ { هؤلاء } [أَيْ: يا ربِّ هؤلاء] { قوم مجرمون } مُشركون.