{ وجعلوا له من عباده جزءاً } أَيْ: الذين جعلوا الملائكة بنات الله. { أم اتخذ ممَّا يخلق بنات وأصفاكم } أخلصكم وخصَّكم { بالبنين } كقوله:{ أفأصفاكم ربُّكم بالبنين... } الآية. { وإذا بُشِّر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلاَ } بما وصفه به من اتِّخاذ البنات. { أَوَمَنْ يُنَشَّؤُاْ في الحلية } أَيْ: أَنسبوا إليه مَنْ يُنشَّأ في الحلية؟ يعني: البنات { وهو في الخصام غير مبين } وذلك أنَّ المرأة لا تكاد تقوم بحجَّةٍ في الخصومة. { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً } أَيْ: حكموا بأنَّهم إناثٌ حين قالوا: إنَّهم بنات الله. { أشهدوا } أَحضروا { خلقهم } حين خُلقوا؟ { ستكتب شهادتهم } على الملائكة بأنَّهم بنات الله { ويسألون } عنها. { وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم } أَيْ: الملائكة، وذلك أنَّهم قالوا: لو لم يرض منَّا بعبادتنا إيَّاها لعجَّل عقوبتنا. { ما لهم بذلك من علم } ما لهم بقولهم: الملائكة بناتُ الله من علمٍ. { إن هم إلاَّ يخرصون } يكذبون. { أم آتيناهم كتاباً من قبله } من قبل القرآن فيه عبادة غير الله { فهم به مستمسكون } بذلك الكتاب، ثمَّ بيَّن أنَّهم اتَّبعوا ضلالة آبائهم، فقال: { بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة } دينٍ.