الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ٱسَتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَٱلْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ } * { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } * { ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْقَوِيُّ ٱلْعَزِيزُ }

{ والذين يحاجون في الله } يُخاصمون في دين الله نبيَّه عليه السَّلام { من بعد ما استجيب له } أُجِيبَ النبيُّ عليه السَّلام إلى الدِّين، فأسلموا ودخلوا في دينه { حجتهم داحضةٌ عند ربهم } أَيْ: باطلةٌ زائلةٌ؛ لأنَّهم يخاصمون صادقاً في خبره قد ظهرت معجزته.

{ الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان } أَيْ: العدل، والمعنى: إنَّ الله تعالى أمر أن يقتدي بكتابه في أوامره ونواهيه، وأن يعامل بالنَّصفة والسَّويَّة، وآلةُ ذلك الميزان، ثمَّ قال: { وما يدريك لعلَّ الساعة قريب } أَيْ: فاعمل بالعدل والكتاب، فلعلَّ السَّاعة قد قربت منك وأنت لا تدري.

{ يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } ظنَّاً منهم أنَّها غير كائنة، { والذين آمنوا مشفقون } خائفون منها، لأنَّهم يعلمون أنَّهم مبعوثون ومحاسبون. { ألا إنَّ الذين يمارون } تدخلهم المِرية والشَّكُّ { في الساعة لفي ضلال بعيد } لأنَّهم لو فكَّروا لعلموا أنَّ الذي أنشأهم أوَّلاً قادرٌ على إعادتهم.

{ الله لطيف بعباده } حفيٌّ بارٌّ بهم، بَرِّهم وفاجرِهم حيث لم يقتلهم جُوعاًَ بمعاصيهم.